غنـي عن القـول أن «تـرامب» رئـيس الولايـات المتحـدة الأمريكـية شـخصية سـياسية مثيرة للجـدل. فمنذ أن تولى سدة الحكم، ويكتنف البيت الأبيض كثير من التخبط والفوضى، وتطالعك وسائل الإعلام بمفاجآت واستقالات – حقا – مثيرة للريبة والشك. فكتب «كليف ووتسن» في جريدة «الواشنطن بوست»25/2 مقالا يرى فيه أن الرجل يسير في طريق سوف ينتهي به إلى نفس ما انتهى إليه سلفه الأسبق «ريتشارد نيكسون». فالرجل لديه الكثير مما يثير القلق وعما ستؤول الأمور اليه من شبهات وظنون، إما عاجلا أم آجلا.
وصرح «جون دين» المحامي الذي القى الضوء على فضيحة « وواتر غيت « في مقابلة تلفزيونية ببرنامج « الديمقراطية الآن»: ما أسمعه وأراه…ما هو إلا أصداء من» وواترغيت».
فقد إستقال رئيس وكالة المخابرات، «جيمس كلابر»، إعتراضا على فوز « ترامب» في الانتخابات الرئاسية، وإثر تعرضه لإنتقادات لاذعة بعد أن صرح أن الرئيس سوف يحاول التلاعب بالمخابرات للتغطية على علاقته وفريقه المقرب بالنظام في روسيا. ثم تلاه «مايكل فلين « مستشار الأمن القومي، إثر فضيحة إتصاله بالدبلوماسية الروسية.
فأنكر أنه قابل السفير الروسي وناقش معه العقوبات الأمريكية على روسيا. إضف إلى ذلك استقالات جماعية لبعض موظفي البيت الأبيض إعتراضا على سلوك الرئيس الجديد، وتصريحاته وأفكاره الشاذة. فالرجل براغماتي إلى حد أن القيمة الأخلاقية لديه هبطت إلى الحضيض.
فيرى أن العالم كان سيكون افضل لو بقي شخص مثل الرئيس الراحل « صدام حسين»، و«القذافي»، ويؤيد «بشار» ولا يراه رئيسا يقتل شعبه، من النساء والأطفال والشيوخ، ومعجب بالرئيس « بوتين» الذي غاصت يداه في دماء السوريين الأبرياء، وقصف المدارس والمستشـفيات.
أما على المستوى الإجتماعي فالرجل وأسرته غارقون لأذنيهم في الفضائح الجنسية والمالية على حد سواء. فما عليك أكثر من أن تضع على محرك البحث « فضائح ترامب»، فتقرأ عنه فيضا من إعتداءات جنسية، ترويها لك أكثر من إحدى عشرة إمرأة، ناهيك عن ماضي امرأته المشين، ومشاكل إبنـته «فيانكا» التجارية. إن حياته الأسرية ستسهم بنصـيب غير قلـيل في زعـزعة إستـتباب الأمر لـه.
فقد رصد متابع حاذق مجموعة لقطات من فيديو، أظهرت عدم احترامه لزوجته، وشدة كراهية المرأة له. ومن المحقق أن ليس هناك ما يبقيها معه إلا أنها زوجة رئيس أكبر دولة على وجه الأرض. أضف إلى ذلك، خسائر الشركات التي منيت بها منتجات تحمل اسم بنته «فيانكا»، كرد فعل لعدم إحترام أبيها للمرأة.
أما فيما يثار حوله وحول الدائرة الضيقة من فريقه الرئاسي عن علاقتهم بالنظام في روسيا، فربما تصبح في المستقبل القريب أو البعيد بمثابة «وواترغيت ترامب» فتودي بنهايته كما أودت فضيحة «وواترغيت» بسلفه الأسبق « ريتشارد نيكسون». فمازالت وكالة الاستخبارات تتقصى وتنقب في الأمر.
فقد أعلن «جيمس كومي» مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية عن تحقيقات بخصوص إحتمال وجود علاقة بين الدائرة الضيقة لفريق «ترامب» والنظام في روسيا. وقد سبق أن نفى الرجل تدخل الروس في الانتخابات الرئاسية، ثم بالتحقيق ثبت عكس ذلك. فيبدو أن الأمر له ما بعده. وللسور الذي يزمع بناءه على الحدود الأمريكية المكسيكية عواقب وتداعيات ستصب في ذلك السيناريو الكئيب. فسوف تبلغ تكلفته بصفة مبدئية ما يربو عن 8 مليارات دولار، ستثقل من كاهل الميزانية الأمريكية، يزعم أن حكومة المكسيك هي التي ستتحملها وهذا من الأوهام!
كل هذه التوجهات الحمقاء، وتلك الخاصة بمنع مواطني سبع دول إسلامية من الدخول إلى البلاد، والتي أحبطت للمرة الثالثة على يد المحاكم الفيدرالية تخطو به إلى نهاية مبكرة قد تفاجئ البعض وتوافق توقعات البعض آخر. فالرجل– وقد استعدى رجال الإعلام والمخابرات- على يبدو يسير في طريق الندامة !!
المصدر : القدس العربي