نشر موقع “بي بي سي” أهم 10 إنجازات علمية في العام 2016؛ مثل اكتشاف موجات الجاذبية التي تحدث عنها أينشتاين قبل 100 عام، ووصول مركبة فضائية إلى كوكب المشتري، واكتشاف كوكب تاسع في المجموعة الشمسية أطلق عليه “ناين”، والعثور على ذيل ديناصور يعود إلى 99 مليون سنة، محفوظ في قطعة من الكهرمان، والتوصل إلى أكبر عدد أولي يتكون من 22 مليون رقم، وتطوير قرص مدمج يخزن بيانات بحجم 360 تيرابايت لمدة 14 مليار سنة، وحقن الخلايا الجذعية لدى المصابين بجلطة لاستعادة الحركة، واكتشاف نوع جديد من أسماك الكهوف يمكنه التسلق والمشي على الجدران، وأول عملية هبوط عادي لصاروخ، وزراعة رقاقة في الدماغ تتيح لمشلول تحريك أصابعه!
دعونا الآن نحاول أن نفكّر في أبرز الإنجازات العربية خلال العام الماضي، سواء كانت علمية أو غير علمية.
الإنجاز رقم 1 عربيا، في ظني، هو تكتيك المفخخات الذي أبدع فيه كل من تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”. فهو يحوّل مواد أولية بسيطة إلى آلة قتل هائلة، من دون الحاجة إلى تطوير اختراعات وأبحاث علمية معقدة، كما يحدث في الغرب! فقط ضع كما كبيرا من المتفجرات في السيارة، ولفّ نفسك بحزام ناسف، وانغمس في صفوف “الأعداء” لتوقع عشرات القتلى والمصابين، وتحدث دمارا هائلا.
في آخر الإحصاءات أعلن “داعش” أنّه تم تنفيذ قرابة 1112 عملية انتحارية خلال الفترة الماضية، جميع منفذيها بالضرورة قُتلوا، وفي الوقت نفسه قَتلوا من الطرف الآخر عددا كبيرا.
الإنجاز رقم 2 يتمثل في تحويل أي آلة أو أداة إلى دبابة ومتفجرة قاتلة، كما حدث عندما قام أنصار التنظيم في أوروبا، من أصول عربية غالبا، بدهس المارة في مدينة نيس الفرنسية ومناطق أخرى. كما أصبحت السكاكين أدوات طعن، والفأس والساطور أسلحة قاتلة.
الإنجاز رقم 3 هو فكرة “الذئب المنفرد”، بدلا من التخطيط المعقد لعمليات مثل 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وعمليات إرهابية أخرى، من تلك التي تتطلب إنفاقا ماليا، وإعدادا طويلا، وجهودا كبيرة من التنسيق. إذ أصبحت الأمور أسهل بكثير؛ فقط عملية “غسيل دماغ” عبر العالم الافتراضي، أو حتى من أحد الأقارب والأصدقاء، ليتحول الشخص إلى “ذئب منفرد” يسعى إلى تنفيذ عملية وقتل أكبر عدد ممكن من الناس.
ولأنّ “الذئب المنفرد”، في العادة، لا يستطيع استهداف مواقع عسكرية وأمنية، فإنّ “داعش” أفتى له بأنّ أي شيء متحرك، وربما ساكن، يمثل هدفا مشروعا، سواء كان رجلا شيعيا يصلي في مسجده، أو جمهور كرة قدم، أو كنيسة أو ملهى ليليا، أو أناسا موجدين في الأسواق!
الإنجاز رقم 4 يتمثل بالبراميل المتفجرة. وهو إنجاز أو اكتشاف مبهر يسجّل للنظام السوري. فإذا أردت القضاء على مقاومة مسلّحة، وبدلا من حروب الشوارع، ومن التخطيط العسكري الدقيق والمواجهة المباشرة، ومن الصواريخ باهظة الثمن التي قد لا تصيب أهدافها، ما عليك إلا استخدام “براميل متفجرة” تسقطها من الطائرات، فتقضي على مئات البشر الموجودين، ما يخيفهم ويدفعهم إلى “الهجرة الطوعية” (!).
الإنجاز رقم 5 هو نجاحنا في التطهير الطائفي، ورقم 6 هو اللاجئون، ورقم 7 تدمير الآثار ونسفها، ورقم 8 قدرتنا على “التدمير الذاتي” للإنسان والعمران. وهي الإنجازات المتراكمة (في الأعوام الأخيرة) التي سجلها تقرير التنمية الإنسانية العربي الأخير؛ إذ إن “حصة العالم العربي من وفيات المعارك في العالم (في العام 2014) وصلت إلى 68.5 %”، وحصتنا من لاجئي العالم (في العام نفسه) وصلت إلى 57.5 %، وكذلك 47 % من نازحي الداخل.
رقم 9 هو أهمية الأنظمة الاستبدادية للاستقرار. وأخيرا الإنجاز العظيم رقم 10: إعادة اكتشاف الصراع الشيعي-السني.
المصدر : الغد