توضح الأسباب التي جعلت الرئيس اردوغان يخاطب الشعب قائلاً “إن الخطر لم ينتهي بعد فلا تتركوا الساحات”.
في ليلة يوم الاثنين 18 تموز كان هناك مروحتيان قد طارتا في الجو وكانتا متجهتين نحو منطقة الغابة في مدينة “مرماريس” ولم يتم تثبيت المكان الذي أقلعتا منه ولكن عرف السبب الذي أقلعتا من أجله .وبعد مدة قصيرة عندما هبطت المروحيات في نقطة غير معلومة في الغابات كانوا قد اختفوا .
إن هاتين المروحيتين كانتا ذاهبتين من أجل ضرب غارة على الرئيس أردوغان وعندما لم ينجحا بذلك هربا إلى منطقة الغابة في مرماريس وتم إرسال مجموعة من القوات الخاصة لإلقاء القبض على 25 شخص تم تثبيت وجودهم في المروحيتين ولكن لم يُستطع القبض على المروحيتين و الـ 25 شخص المختبئين في الغابة .
وفي ليلة الانقلاب تم إنزال 3 مروحيات بداخلها فريق قوات خاصة مكون من 80 شخص في مكان إقامة الرئيس في فندق “غراند يازجي” وكانت خطتهم القبض على الرئيس أردوغان حياً ومن ثم القيام باغتياله
وكان لرئيس معاونين رئيس الجمهورية دور كبير لعبه في ليلة الانقلاب وكان قد طلب من الرئيس وبإصرار أن يخبره برقم الرحلة التي سيسافر عليها من مطار مرمريس.
وتحرك الرئيس بسرعة إلى إسطنبول بعد مكالمته مع قائد الجيش الأول الذي قال له بها أن يأتي إلى اسطنبول ولا يذهب إلى أنقرة وأنه سيقوم بحمايته .
وكما علم أن قائد الانقلاب كان قائد القوات الجوية السابق “آكين اوزتورك” وأن المخطط للانقلاب هو المستشار القانوني السابق لرئيس الأركان “محرم كوسا” .
وأن الانقلابيين كانوا قد أعدوا قائمة من 450 اسم لإعادة تعيينهم على الملأ من بين هذه الأسماء قيادات متقاعدة ومستشارين وزراء والمدير العام لمحطة “تي ار تي” والقائد الإقليمي للدرك “فاروق بال” ومستشار وزير الداخلية وجميع الـ 450 اسم المذكورين في هذه القائمة تم إبلاغهم قبل أسبوع من الانقلاب.
وهناك معلومات هامة عن تاريخ الانقلاب فقد كان الموعد المقرر في الرابع من شهر أيار ولكن “محرم كوسا ” قد قام بتغيير الموعد إلى 15 تموز بحسب معلومات مفاجئة اخذت من المستشارية القانونية لرئاسة الأركان .
وبحسب المدعي العام في إسطنبول فإن العملية التي سيقوم بها العساكر التابعين لجماعة فتح الله غولن تم تسريبها فقد كان من المخطط ان يبدأ الانقلاب في أنقرة عند الساعة 2:00 وفي إسطنبول عند الساعة 3:00.
ولكن القائد العام للدرك بدأ يشعر بأشياء غريبة في الساعة 15:00 فخرج مسرعاً من المقر بجانب وزارة الداخلية إلى القيادة العامة للدرك وعندما كان في الطريق تم عزله من قبل المجلس العسكري
وكان المركز الذي يخطط به للانقلاب هو القيادة العامة للدرك فكان أول عمل يقوم به الانقلابيون هو قطع التواصل بين القيادة العسكرية ورئاسة الأركان وللتواصل فيما بينهم استخدموا خط الدرك ولكن كانوا يتواصلون عن طريق شيفرات .
الغريب أنه عندما كانت تحدث كل هذه الأمور ماذا كانت تفعل منظمة المخابرات الوطنية؟ ألم يستطيعوا أن يأخذوا خبراً عن الانقلاب ؟ هل كانت المخابرات الوطنية نائمة ؟ ولقد عملت جاهداً للإجابة على هذه الأسئلة ؟.
فقد حصلت على معلومات من مصادر من المخابرات تفيد بأن ما حدث كان على عكس ما عُرف وهذا ما حصل بالتفصيل :
وصلت في الساعة 16:00 إلى المخابرات الوطنية أخبار عن حدوث الانقلاب
في الساعة 16:30 قام المستشار في المخابرات “حقان فيدان” بإخبار رئيس الأركان “هولوصي اكار ” عن وقوع انقلاب في القوات المسلحة التركية.
في الساعة 17:30 وعندما كان نائب المستشار في المخابرات الوطنية ذاهباً إلى مقر رئاسة الأركان قام بإعطاء القائد الثاني لرئاسة الأركان “ياشار غولير” معلومات عن الانقلاب .
في الساعة 18:00 ونظراً لأهمية المسألة قام المستشار في المخابرات “حقان فيدان” بالذهاب إلى مقر رئاسة الأركان . وقام كل من رئيس الأركان “هولوصي اكار” و قائد القوات البرية “صالح زكي” والرئيس الثاني لرئاسة الأركان “ياشار غولير” والمستشار في المخابرات “حقان فيدان” بإجراء اجتماع سري في مقر رئاسة الأركان من أجل العمل على أخذ التدابير اللازمة من أجل منع حدوث الانقلاب .
في الساعة 18:30 أعطى رئيس الأركان أوامره إلى جميع القوات وكانت على الشكل التالي
1- اغلاق المجال الجوي في كل البلد أمام جميع الرحلات الجوية
2- لن يعطى الاذن بأي شكل لأي طيارة حربية بالطيران
3- منع النشاطات على شكل تجمعات
4- يمنع تحرك الدبابات .
لكن لماذا لم تشكل هذه الأوامر مانعاً لحدوث الانقلاب لأن العناصر الموجودة في القوات المسلحة التركية والتابعة للتنظيم الموازي حالت دون وصول هذه الأوامر إلى القوات المعنية بها.
وعند التمعن في المسألة نلاحظ أن الانقلاب الذي كان سيحدث في الساعة 3:00 ليلاً بدأ في الساعة 21:00 فلماذا بدأوا به في الساعة 21:00 وليس في الساعة 22:00 .
لأنه في الساعة 21:00 تم اعتقال رئيس الأركان الأول والثاني وقائد القوات البرية من قبل الانقلابيين ، فعلى الرغم من علم المخابرات بوجود الانقلاب و قيامهم باجتماعات قد تم اعتقال رئيس الأركان و قائد القوات البرية فهذا يدل على أننا في وضع خطير .
المصدر : صحيفة حريات ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام