مقالات

نيدريت ايرسانال – كيف أوقفت تركيا حدوث الحرب العالمية الثالثة؟

قام رئيس الأركان العامة الأميركي “جوزيف دونفورد ” بزيارة تركيا وكانت أول زيارة رسمية بين واشنطن وأنقرة من بعد محاولة الانقلاب في 15 تموز.

وفي اليوم الذي وصل به رئيس الأركان الأميركي وبسبب وصول إخبارية تفيد بوجود محاولة عصيان تم محاصرة قاعدة “انجيرليك اوسسو ” من قبل 7000 شرطي وتم منع الدخول والخروج منها ، ونستطيع اعتبار هذه الحادثة هي بمثابة ترحيب تركي بالبنتاغون !

 نشرت صحيفة واشنطن بوست في 31 تموز “أميركا تنسحب من الساحة الدولية وتقوم بإنهاء دورها بقيادة المجتمع الدولي ” . الولايات المتحدة تنسحب من الساحة الدولية تاركة خلفها الوضع الدولي متشابك وفي أشد حالاته القبيحة فقد نجح أوباما في بعض الأمور لكن من الصعب القول أن العالم صار في وضع أحسن مما كان عليه قبل ثمان سنوات فالعراق في النار مجدداً وسوريا في حال سيئة أيضاً ولن ننسى أن داعش والقاعدة استطاعوا أن ينجحوا وقد كانوا يفشلون دائما قبل هذا والفوضى تعم الشرق الأوسط و ملايين من الناس اصبحوا لاجئين.

“إنني أشعر بالقلق الشديد تجاه مستقبل سوريا في أن تكون دولة مستقلة ، فقد كانت مواقف الولايات المتحدة تجاه الوضع السوري مخيبة للآمال و بشكل كبير”.

كان هذا تصريح رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية جون برينان في منتدى الأمن الذي عقد في كولورادو في الولايات المتحدة ، ومن الممكن أن تكون كلمة “مخيبة للآمال” لا تكفي لشرح الموقف الذي أوقعت فيه الولايات المتحدة نفسها ، روسيا و إيران وحزب الله وحصار حلب والعواقب المحتملة كلها تشير لسوء السياسة الأميركية .

وكل هؤلاء وبالإضافة للتصريحات التي تأتي من مؤسسات مختلفة عن محاولة الانقلاب كلها مرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية

فعن طريق إدارة جماعة فتح الله غولن الإرهابية وطريقة تفكيرهم القديمة كانت أميركا تخطط لضرب أمن الشرق الوسط عن طريق انقلاب في أنقرة ومن ثم عودتها إلى روسيا هذا كان الهدف الأساسي من الانقلاب .

ولكي تبقى المنطقة في حالة عدم الاستقرار ونشوب حروب فيها على الدوام ومن أجل الرئيس الأميركي المستقبلي وحروبه كان من المفروض تأديب آخر شعوب المنطقة وهو الشعب التركي. وهكذا قام شعبنا بإفساد مخطط الحرب العالمية الثالثة .

 وكنت قد كتبت قبل هذا أنه إذا فازت المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون فسوف تتجه إلى المحيط الهادي والصين وسوف يسحب خط النار من الشرق الأوسط إلى الخط الجنوبي من الكرة الأرضية .

ففي الوقت الذي يتم إلغاء الحدود بين الدول الأوروبية التابعة للاتحاد السوفييتي سابقاً سيتم خلق نزاعات ممزقة للدول من البحر الأسود والبحر الأبيض وسوريا والعراق ودول الخليج وأفغانستان وباكستان وحتى أجزاء من الصين . وتم الاتفاق على أنه يجب كسر قدرة السلطة في تركيا للبدء بدخول هذه اللعبة.

فليختاروا من يريدون المهم هو إنهاء زمن أوباما في السياسة الأميركية

فإذا تم اختيار هيلاري كلينتون فمن الممكن أن تكون مضطرة لتحريك الخطة التي أخذت على عاتقها تطبيقها عندما كانت وزيرة للخارجية وهي ” القرن الأميركي في المحيط الهادئ “

ولكي لا تتعثر الخطة الأميركية من قبل تركيا فمن الأكيد سيبحث الرئيس الجديد عن حروب سهلة في ثاني اربع سنين من حكمه ، فالسنين الأربعة الأولى ليست كافية للولايات المتحدة من أجل هزيمة روسيا والصين لأن مفتاح الشرق الأوسط لم يزل بين يدي الأتراك  ، والمحاولة للمواجهة الأخيرة من دون تركيا مع روسيا أو الصين ستكون سبباً لبدء حرب عالمية ثالثة .

وإذا لم تجد التغيير الكبير الذي يلبي لها ما تريده فهذا معناه أن الولايات المتحدة سوف تعود إلى مستنقع الشرق الوسط ، وعندما نعلم أن جميع دول المنطقة مرتبطة ببعضها نستطيع تحليل قول الرئيس الإيراني “لم أستطع النوم في ليلة الانقلاب “

فقد قال سفير تركيا في طهران ” رضا حاكان تيكن” : اتصل الرئيس روحاني بالرئيس أردوغان بعد محاولة الانقلاب وقال له أنه لم يستطع النوم في تلك الليلة وظل طول الليل يتابع الأحداث ، ولا اظن أنه هناك أحد من قادة الدول الأخرى قام بمتابعة الحادثة بهذه الدقة وعندما نقول ايران هذا يعني رأي إسرائيل بالانقلاب .

ومن الممكن ان يكون هذا الخبر طازجاً بعد “فقد قام البرلمان الإسرائيلي بالاعتراف بحادثة إبادة الأرمن التي وقعت في 1915 “.

فقد تم قراءة موقف أنقرة في طهران من إعادة علاقتها مع إسرائيل وروسيا أنه تصحيح لموقفها في سوريا . وتم النظر للموضع بكل غرابة من طرف الولايات المتحدة وكان هذا عامل أساسي لوصول المشكلة الى ذروتها

ونشرت صحيفة افانت غوت الفرنسية في 31 تموز ، تقارب بوتين وأردوغان هو كارثة كبيرة ولم تكن أوروبا ضعيفة أبداً في مواجهة هذا الثنائي ومن بعض حوادث الانقلاب لم تكن هناك أي قوة تكبح إرادة أردوغان الذي أخذ الدعم المطلق من الشعب بتنظيف الدولة
وإلى الآن ومع وجود اتفاقية إعادة اللاجئين إلى أوروبا لم تستطع أوروبا أن تقاوم سفن اللاجئين.

ومع ذلك هناك حاجة لإيجاد طريقة حوار لأن تركيا التي هي عضو في حلف الشمال الأطلسي لها دور خطير في الازمة السورية  .

المصدر : صحيفة يني شفق التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى