تعاني أسواق الأسهم الخليجية ضعفاً شديداً في مستويات السيولة مؤخراً، حيث وصلت قيم وأحجام التداول في بعض البورصات إلى مستويات متدنية لم تشهدها منذ 15 سنة، كما في سوق الكويت للأوراق المالية.
قال خبراء إن هذا الضعف يعود إلى 4 أسباب رئيسية تتفاوت بين الأسواق، إلا أن أسعار النفط وفصل الصيف يعتبران من أكثر العوامل اشتراكا بين كافة الأسواق الخليجية.
وأنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تعاملات أمس الأحد، منخفضاً بـ 14.56 نقطة عند مستوى 6212.47 نقطة، وبتداولات متدنية جدا بلغت قيمتها أكثر من 2.2 مليار ريال .
وقال مدير الأبحاث والمشورة في شركة البلاد المالية تركي فدعق، إن سيولة السوق السعودية عادة ما تنخفض خلال فصل الصيف، وهذا الأمر تاريخي بالنسبة للسوق.
وبحسب بيانات سوق الأسهم السعودية، بلغت قيمة التداول في سوق السعودية خلال تعاملات الأسبوع الماضي 15 مليار ريال، فيما بلغت خلال شهر يوليو الماضي 59 مليار ريال.
وأضاف فدعق أن انخفاض أسعار الأسهم وتراجع سيولة السوق إلى مستويات متدنية يدفع المستثمرين للاحتفاظ بالأوراق المالية، ما يزيد من مشكلة نقص السيولة.
وقال فدعق: “تأثير أسعار النفط على السوق وعلى الاقتصاد بشكل عام أمر طبيعي”.
ومطلع أول جلسة في شهر آب الجاري، أنهت مؤشرات سوق الكويت للأوراق المالية تعاملاتها بتداولات بلغت قيمتها 3.3 ملايين دينار، وذلك من خلال تنفيذ 1.255 صفقة خلال الجلسة هي أدنى مستويات سيولة منذ نحو 15 عاما.
وخلال شهر يوليو الماضي بلغت قيمة التداول اليومي حدود 7.3 ملايين دينار كويتي، أي انخفضت سيولة السوق بنحو 29% مقارنة بمعدل قيمة التداول اليومي لشهر يونيو 2016، وانخفضت بنحو 33.1% عند مقارنتها مع شهر يوليو 2015.
ويتفق رئيس الأبحاث في شركة الاستثمار كابيتال مازن السديري في تصريحات مع فدعق في أن دخول الصيف أحد أهم أسباب نقص السيولة في السوق.
وقال السديري إن الفترات التي تشهد هبوطا في أسعار النفط تؤثر على تدفق الأموال إلى السوق وتضعف أحجام وقيم التداولات.
وأوضح أنه في الأيام الماضية طمأن محافظ “ساما” الأسواق بشأن قوة الريال السعودي، وكذلك فعل وزير الطاقة والثروة المعدنية خالد الفالح بشأن ارتفاع الإنتاج وأنه يعود لزيادة الاستهلاك المحلي ما بدد مخاوف المستثمرين.
ويعتقد السديري أن نتائج الشركات خلال الربع الثاني من العام الحالي لم تؤد إلى ضعف مستويات السيولة.
سوق دبي المالية عانت ضعفا في مستويات السيولة كباقي أسواق الخليج، حيث كشفت البيانات المنشورة على موقع السوق أن قيمة التداولات بلغت خلال شهر يوليو الماضي 5.1 مليار درهم، منخفضة من 6.9 مليار درهم، في شهر يونيو، ومن 7.7 مليار درهم في شهر مايو.
وقال مدير شريك في غلوبال لتداول الأسهم والسندات في الإمارات، وليد الخطيب، إن الأسواق تشهد انحسارا في السيولة حاليا وضعفا في أحجام وقيم التداول.
وأشار إلى أن المستثمرين يحتفظون بالسهم عادة خلال بعض الفترات بسبب عدم وجود سيولة تمكنهم من إعادة بناء مراكزهم.
وأوضح أن أسواق الإمارات تتأثر بعدد من المؤثرات السلبية من بينها انخفاض أسعار النفط والنتائج البنكية، حيث حققت 4 بنوك فقط نتائج إيجابية.
وفي سوق أبوظبي جاءت البيانات مقاربة لما عليه الحال في سوق دبي، حيث بلغت قيمة التداولات في سوق أبوظبي الأسبوع الماضي 844 مليون درهم، وفي شهر يوليو 2.7 مليار درهم، ويونيو 3.6 مليار، فيما كانت في شهر مايو 3.2 مليار درهم.
بورصة قطر كانت لها ظروف خاصة حيث تستعد للانضمام إلى مؤشر “فوتسي” العالمي، ما رفع سيولة السوق بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي 10.9%، إلى 2.14 مليار ريال مقابل 1.93 مليار ريال في الأسبوع قبل الماضي، وارتفعت الكميات 1.8% إلى 50 مليون سهم مقابل 49.11 مليون سهم في الأسبوع المنتهي في 11 آب الجاري.
المصدر : وكالات