أكدت صحيفة الغارديان البريطانية، اليوم السبت، أن المعارك الجارية في حلب لها تأثيراتها المباشرة على تشكيل مستقبل ومصير القارة الأوروبية.
وقالت الكاتبة الفرنسية “نتالي نوغايريد” في مقال نشرته الصحيفة بعنوان “ما يحدث في حلب سيشكل مستقبل أوروبا”: إن “التصعيد الأخير للمقاتلات الروسية حول حلب قد أزال أيّ شكوك حول أهداف روسيا من التدخل في سوريا”.
وأوضحت الكاتبة أن الهدف الأساسي للتدخل الروسي في سوريا هو تقويض الجهود الدولية الرامية لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ 5 سنوات، وحل القضية سلميًّا بين المعارضة “المعتدلة” ونظام الأسد.
وتشير نوغايريد إلى أن الهجوم الشرس على حلب يعد لحظة حاسمة لطبيعة العلاقات بين الغرب وروسيا؛ حيث إن نجاح الهجوم سيعني عمليًّا أنه لا توجد قوات على الأرض في سوريا سوى القوات الموالية للأسد وتنظيم الدولة، وهو ما يؤدي بالطبع إلى انهيار تام لجميع الآمال في التوصل لحل دبلوماسي بين المعارضة ونظام الأسد.
واعتبرت الكاتبة أن سقوط حلب في يد القوات الموالية لنظام الأسد سيشكل انعطافًا خطيرًا ومؤثرًا على تطورات الأمور في المنطقة، وله تأثير كبير وتبعات متوالية ليس في الشرق الأوسط فقط ولكن في أوروبا أيضًا.
وتضيف نوغايريد أن “الغرب قد تعلم خلال عام 2015 أنه لا يمكن أن يبقى بمنأى عن الأزمة في الشرق الأوسط”، في إشارة إلى تدفق آلاف اللاجئين إلى دول أوروبا.
ولفتت “نوغايريد” إلى أن الغرب تعلم أيضًا خلال عام 2014 أن روسيا لا يمكن اعتبارها دولة صديقة، لكنها قوة رجعية قادرة على الغزو العسكري، موضحةً أن التدخل الروسي في سوريا وضع حلف “الناتو” في مأزق بعد توتر العلاقات بين موسكو وأنقرة، إحدى دول الحلف الرئيسية، بسبب الأزمة التي لحقت إسقاط أنقرة للمقاتلة الروسية.
وأكدت الكاتبة الفرنسية أن الطريقة التي ستختارها تركيا للرد على سقوط حلب ستبقى متاحة في يديها وستبقى سببًا في الصداع المستمر للغرب.
واختتمت الكاتبة مقالها قائلة: إن أوروبا ستدفع ثمن سياسة الفوضى التي يثيرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا.
وطن إف إم