تتواصل عمليات الإجلاء من الأحياء الشرقية لمدينة حلب المحاصرة من قبل قوات النظام والمجموعات الأجنبية الإرهابية الموالية له، بالتزامن من عمليات الإجلاء من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل المعارضة، بريف محافظة إدلب.
وتستعد قافلة تتألف من 15 حافلة و700 سيارة، على متنهم مدنيون من أحياء حلب المحاصرة، للخروج من المدينة، بحسب ما أورده مراسل الأناضول في المنطقة.
ومنذ بدء عمليات الإجلاء من المدينة، بلغ عدد الخارجين منها نحو 40 ألف شخصًا بينهم مدنيون ومقاتلون من قوات المعارضة.
وفي حوار أجراه مراسل الأناضول مع نازحين من الأحياء الشرقية لحلب، في مناطق سيطرة قوات المعارضة في الريف الغربي للمدينة، أعربوا عن أملهم في العودة لمنازلهم.
وقال صالح محمد، الذي أُجلي من شرق حلب (أمس الأربعاء)، للأناضول، إن قوات أجنبية موالية للنظام أعاقت خروجه من المدينة، وأجبرته على الانتظار في نقطة تفتيش بحي الراموسة ليومين اثنين.
وأوضح محمد أن العناصر التي كانت تشرف على نقطة التفتيش كانت إيرانية وروسية، مؤكدًا أنه لا يوجد بينهم سوري واحد من قوات النظام.
وأضاف أن عناصرًا من الجيش السوري الحر استقبلوه عندما وصل إلى مناطق سيطرة قوات المعارضة، وقدموا له يد العون والمساعدة.
وأردف في هذا الإطار: “جزى الله الجيش السوري الحر كل الخير، قدموا لنا كل شيء من طعام ماء”.
وأعرب المواطن الحلبي عن ثقته بالعودة إلى داره، وقال: “حلب لنا ونحن أصحابها، وإن لم نعد نحن بأبناؤنا سيعودون حتمًا، وإن لم يعودوا هم، فأحفادنا سيعودون، النصر لنا”.
وتحدث عن الوحشية التي تعرضوا لها من قوات النظام للمدنيين في المدينة، وقال: “لا أتمنى أن يصاب أي مسلم ما أصابنا به النظام، قوات الأسد وشركاؤه قصفوا المناطق المأهولة بالمدنيين بالقنابل العنقودية، والقنابل المظلية والبراميل المتفجرة، أسفرت عن تدمير منازلنا”.
ومضى قائلاً: “الأسد ظالم ابن ظالم، لم يبق نظام في البلاد؛ فالمليشيات الشيعية والروس هم من يديرون الأوضاع، والطريق الذي قدمنا منه كان مليئًا بالميليشيات الشيعية”.
وتابع: “ثقوا تمامًا أنه لولا الطائرات الحربية، لكنا طردنا الذين يقاتلون إلى جانب النظام بأحذيتنا حتى إلى بلدانهم التي جاؤوا منها”.
من جانبها، أعربت غنية الحمادة، إحدى قاطنات حي طريق الباب، عن أملها في العودة إلى حيها مرة أخرى.
وقالت متحدثة عن ممارسات النظام لسكان حلب: “لم تبق وسيلة تعذيب إلا وتعرضنا لها من قبل النظام وداعميه، بقينا يومين اثنين في الحافلات (خلال عملية الإجلاء) من دون ماء أو طعام، لم يقدموا لنا أي شيء”.
وأضافت: “قدمنا شهداء كثر، وصبرنا ولم نترك حلب، ولكن هجّرنا”.
وفي الجانب الآخر، أكد أشخاص أُجلوا من بلدتي كفريا والفوعة التي تقع تحت سيطرة ميليشيات حزب الله اللبناني، أن عناصر قوات المعارضة عاملوهم بإحسان أثناء عملية إجلائهم من المنطقة.
وقال أبو جعفر، أحد سكان الفوعة، إن عناصر قوات المعارضة عاملوه بشكل جيد في نقاط التفتيش أثناء خروجه من البلدة، وقدموا له كل ما يحتاجه.
وأضاف: “لله الحمد شباب المعارضة لم يضايقونا أبدًا، وقدموا لنا كل ما نطلب وزادوا عليه”.
وفي 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بدأت عملية إجلاء سكان أحياء حلب الشرقية المحاصرة، إلا أنها واجهت عراقيل، تبادل النظام والمعارضة الاتهامات بشأنها، الأمر الذي عطل العملية مرارا.
وفي ساعة متأخرة من مساء الأحد، وبعد تعثر استمر ثلاثة أيام، استؤنفت عملية الإجلاء بموجب اتفاق جديد بوساطة تركية روسية، بين المعارضة السورية والمجموعات الأجنبية الإرهابية الموالية للنظام.
ويشمل الاتفاق بلدات “مضايا” و”الزبداني” بريف دمشق (تحاصرهما ميليشيات حليفة للنظام) و”كفريا” و”الفوعة” بمحافظة إدلب (تحاصرهما المعارض).
وطن إف إم/ اسطنبول