كشفت وكالة رويترز عن تمركز عسكري “روسي” في سوريا على ارتباط مع القوات الخاصة الروسية، التي تقوم بإرسال “المرتزقة المدنيين” للقتال في سوريا، في جنوب غرب روسيا، والتي يطلق عليها قاعدة “مولكينو”.
ورغم ادعاء الكرملين الرسمي بأنه لا صلة له بمرتزقة روس يحاربون في سوريا، فإن مراسلي “رويترز” شاهدوا في ثلاث مناسبات في الآونة الأخيرة مجموعات من الرجال القادمين من دمشق وهم يتوجهون مباشرة إلى قاعدة تابعة لوزارة الدفاع في مولكينو.
وتوفر الوجهة التي يصل إليها الروس القادمون من سوريا دليلاً نادراً على مهمة روسية “السرية”، بعيدة عن الضربات الجوية، وتدريب قوات الأسد والعدد الصغير من القوات الخاصة الذي تعترف به موسكو.
وسألت “رويترز” ضابطاً من الفرقة العاشرة للقوات الخاصة الروسية لماذا يدخل أشخاص غير عسكريين القاعدة العسكرية؟ فأجاب: “على حد علمي لا أحد يدخلها، رأيتموهم بالطبع لكن ينبغي ألا تصدقوا كل شيء، ربما يمكنكم ذلك، لكن كيف نستطيع التعقيب على ما تقوم به منظمات أخرى؟”.
وتقول عدة مصادر، بينها متعاقد روسي، إن أكثر من 2000 مرتزق يحاربون لمساعدة قوات الأسد على استعادة أراض من معارضيها.
وذكرت المصادر أن المرتزقة يسافرون من وإلى سوريا، على متن طائرات شركة “أجنحة الشام” الخاصة والمقربة من نظام الأسد.
وشاهد مراسلو “رويترز” طائرة مستأجرة تتبع شركة “أجنحة الشام” وهي تهبط في مطار “روستوف” أون دون قادمة من دمشق، يوم 17 أبريل الجاري، ورأوا مجموعات من الرجال يغادرون المطار من مخرج منفصل عن الذي يستخدمه الركاب العاديون.
وركب هؤلاء الرجال ثلاث حافلات نقلتهم إلى منطقة يستخدمها موظفو المطار بشكل أساسي، وجلبت حاملة أمتعة حقائب ضخمة ثم نزل الرجال الذين يرتدون ملابس مدنية من الحافلات ليضعوا حقائبهم فيها ثم صعدوا مرة أخرى.
وغادرت الحافلات المطار بعد ذلك في قافلة متوجهة صوب الجنوب، وتوقفت حافلتان قرب مقاهٍ على طول الطريق، بينما توقفت الثالثة على جانب الطريق، ووصلت الحافلات الثلاث قرية مولكينو على بعد 350 كيلومتراً جنوباً قبل منتصف الليل.
وفي القرية توقفت كل حافلة دقيقة أو اثنتين عند نقطة تفتيش يراقبها اثنان من أفراد الأمن على الأقل قبل مواصلة رحلتها، وبعد نحو 15 أو 20 دقيقة عادت الحافلات إلى نقطة التفتيش مرة أخرى وهي خاوية، وتظهر خرائط أقمار صناعية متاحة علناً أن هذا الطريق يقود إلى منشأة عسكرية.
كما أكدت “رويترز”، أن الحافلات تنقل الرجال على الطريق ذاته من المطار إلى مولكينو، يومي 25 مارس الماضي و6 أبريل الجاري.
وأبلغ عدد من الأقارب والأصدقاء ومن يجندون المقاتلين، “رويترز” أن متعاقدين خصوصيين روساً لديهم معسكر تدريب في مولكينو، منذ الوقت الذي كانوا فيه يقاتلون في شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين المؤيدين لروسيا.
ويقول موقع وزارة الدفاع على الإنترنت إن المنشأة العسكرية معروفة بميدان رمايتها الذي جرى تجديده في الآونة الأخيرة، حيث يتدرب الجيش على عمليات مكافحة الإرهاب والمعارك بالدبابات والقنص.
وهذه هي المرة الثانية التي تتحدث وسائل إعلام دولية عن مرتزقة روس يتم إرسالهم إلى سوريا، للقتال إلى جانب نظام الأسد.
ففي فبراير الماضي كتب الصحفي ماكسيم بورودين والذي لقي حتفه في “ظروف غامضة” الأسبوع الماضي عن المرتزقة الروس المعروفين باسم “مجموعة فاغنر” الذين قتلتهم القوات الأمريكية في سوريا، يوم 7 فبراير، عندما حاولوا التقدم للسيطرة على مواقعها.
وكان مدير المخابرات الأمريكية السابق،” مايك بومبيو”، كشف أن “نحو مئتين” من المرتزقة الروس قتلتهم القوات الأمريكية في مواجهات في دير الزور .
واعترفت روسيا بعد أسابيع بأن العشرات من المواطنين الروس قتلوا أو أصيبوا، ولكنها شددت على أنهم ليسوا جنوداً نظاميين.
وطن اف ام / رويترز