كشفت مصادر إعلامية عن تعرض اللواء “ذو الهمة شاليش” ابن عمة بشار الأسد إلى تضييق على حرية حركته في الداخل السوري، من الجانب الروسي فضلاً عن تقليص مرافقته وموكب سياراته.
ونقلت صحيفة “المدن” عن مصدر خاص مقرب من روسيا، أن “زهير شاليش” الملقب بذو الهمة متورط بعملية تهريب لعميل مخابرات دولة “مجاورة” لسوريا، لم يُسمها نظراً لحساسية المعلومة، بالتنسيق مع وُسطاء إيرانيين. وكان شاليش قد عرف بوجود خطة روسية لإلقاء القبض على ذلك العميل، مطلع عام 2019، فسرّع بعملية تهريبه.
وزهير شاليش الذي يشغل منصب رئيس “الأمن السياسي” في مخابرات الأسد، من مواليد القرداحة عام 1950، وهو خاضع للعقوبات الغربية منذ العام 2011، لتورطه بالعنف ضد السوريين بعد اندلاع الثورة ضد بشار الأسد.
وكشف المصدر أن قوات روسية مدعومة بوحدات من “المكتب الأمني” في القصر الجمهوري، اعتقلت بعض المقربين والقائمين بأعمال شاليش، في دمشق واللاذقية، وتم تحويلهم إلى التحقيق في أحد الفروع الأمنية.
وتضيف الصحيفة “الروس، الذين يتركون هامشاً كبيراً من الفساد لرجال النظام الأقوياء، يستخدمون هذا الفساد ضدهم في حال تجاوزوا سقفاً أمنياً معيناً يضر بالمصالح الروسية. إدانة ذو الهمة، في هذا السياق، تبدو مهمة شديدة السهولة للجانب الروسي، نظراً لتاريخه الطويل في ابتلاع الدولة السورية ومقدراتها”.
وبحسب ما كشفته “المدن”، فتح الروس قضايا متعددة تخص شاليش، بينها التعامل مع فصائل الغوطة الشرقية، وتهريب الآثار والعملة الصعبة، والتنسيق لعمليات بيع سلاح للمعارضة السورية في ريف اللاذقية وريف دمشق، وتوعد الروس، بفتح ملفات أخرى تتعلق بقضايا تمس “أمن الدولة” بحقه، في حال تم الضغط عليهم، لحل قضية ذو الهمة.
وشملت التحقيقات الأخيرة التي أجراها الروس أيضا، عمليات ابتزاز قام بها مقربون من شاليش، وعاملون باسمه، بحق أشخاص مالكين لعقارات وأراض زراعية في ريفي دمشق واللاذقية، تم شراؤها لصالح شاليش بأسعار زهيدة، بعد الضغط على أصحابها، هذا فضلاً عن ملفات فساد، تخص مشروع “ماروتا سيتي”، إذ أن المسؤول الأول عن الموقع هو شقيق ذو الهمة؛ رياض شاليش، الرئيس السابق لـ”الإسكان العسكري”.
وقال مصدر “المدن”، إن التنسيق الكبير بين شاليش والجانب الإيراني، وتوظيف مقدراته المالية واللوجستية ومليشياته لمصلحة “حزب الله” و”الحرس الثوري”، من الأسباب الرئيسية لفتح ملفاته ونية محاسبته.
وتدخلت شخصيات نافذة كرياض شاليش، ورجل الأعمال رامي مخلوف، زوج ابنة رياض شاليش، لمُمارسة ضغط على مقربين من بشار الأسد لحل قضية “ذو الهمة”.
ولا يُعرف فعلاً المدى الذي سيذهب فيه الروس في قص أجنحة ذو الهمة، إلا أن الأكيد هو أنهم سيستفيدون كثيراً من اختراق شبكاته المحسوبية والزبائنية، لتطويعها واستخدامها للهيمنة على “الدولة” السورية.
مصادر “المدن” في الشؤون العقارية، أكدت أن شاليش باع مؤخراً قطعة أرض كبيرة في محيط دوما بريف دمشق، مطلة على الطريق الدولي دمشق-حمص، كان قد استولى عليها قبيل الثورة. وقد جرت عملية البيع لصالح رجل الأعمال القاطرجي، صلة الوصل الرئيسية بين النظام و”قسد” في ما يخص عمليات نقل المحروقات والقمح. مصادر “المدن” أشارت إلى أن القاطرجي بدأ مؤخراً توسيع نشاطه الاقتصادي باتجاه دمشق، بعدما كان مسيطراً على حلب وأجزاء من أرياف الرقة وديرالزور.
ويبدو أن روسيا، عبر هذه الإجراءات، لا تسعى فقط لوقف التغلغل الإيراني في “الدولة” السورية، بل تسعى للهيمنة على جميع الشبكات الشرعية وغير الشرعية في “الدولة”، وتعزيز شبكة الزبائنية المرتبطة بها مباشرة، ولا يتعلق الأمر بأي شكل من الأشكال بمكافحة الفساد، بل بتصفية الحسابات.