نائبان لبنانيان : إقامة “منطقة آمنة” شمالي سوريا يبعد شبح التقسيم عنها
قال نائبان في البرلمان اللبناني، اليوم الثلاثاء، إن اقامة “منطقة آمنة” شمالي سوريا، تشكل عاملا أساسيا لإبقاء سوريا موحدة وإبعاد شبح التقسيم عنها وعن الدول المجاورة في المنطقة، اضافة الى أنه حل يساعد في تشبث السوريين في أرضهم وعودتهم الى داخل بلدهم.
وقال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إنه حان وقت إنشاء منطقة آمنة في سوريا، لا سيما ضد هجمات “داعش”، مشيراً في حديث نشرته شبكة “سي ان ان” الأمريكية، أمس الإثنين، إلى أن تركيا دافعت منذ بداية الأزمة السورية، عن ضرورة تشكيل هذه المنطقة.
وأكد النائب معين المرعبي، العضو في الكتلة البرلمانية لتيار المستقبل الاكثر تمثيلا لسنّة لبنان ويقود تحالف “14 آذار” المؤيد للثورة السورية، لـ “الاناضول”، انه “اساسا ومنذ بداية الازمة السورية نحن نطالب المجتمع الدولي ومجلس الامن بإقامة مناطق آمنة لاستيعاب السوريين في هذه الاراضي داخل سوريا لمنع تحقيق مخطط تهجير وتقسيم عرقي وطائفي في سوريا”.
واوضح المرعبي ان “هدفنا الاساسي ليس التخلص من اخواننا وضيوفنا من اللاجئين السوريين لكن الحفاظ على الوطن السوري والارض السورية، خصوصا اننا نشعر مدى تمسك اللاجئين السوريين بأرضهم”.
وأكد على ان “المناطق الآمنة تؤدي الى وحدة التراب السوري”، مشيرا الى ان “هذه المناطق الآمنة هي مطلب وامر حيوي وهام، واعتبر هذا امر هام الآن اكثر من اي وقت مضى”.
واضاف المرعبي ان “خطوة اقامة مناطق آمنة ومنع الطيران الاسدي من ارتكاب المجازر والقاء براميل الموت هي فرصة جدية لإنهاء جرائم الاسد وايران وأتباعها”.
ووصف اقامة منطقة آمنة بأنها “خطوة مهمة سياسيا وجغرافيا وانسانيا وكما قال (وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد) درباس تصبح هناك امكانية لعودة جزء من اخواننا الضيوف السوريين الى ارضهم”.
وكان درباس، قال امس الإثنين، في مؤتمر صحافي مشترك مع ممثل امين عام الأمم المتحدة في لبنان روس ماونتن ببيروت، “إن المنطقة الآمنة التي تقترح تركيا إقامتها شمالي سوريا، تمثل “بارقة أمل” بالنسبة للبنان، حيث يمكن عندها إعادة نحو 43% من اللاجئين السوريين (في لبنان)”.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسميا لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان 1.2 مليون نسمة، بالاضافة الى نحو 400 ألف غير مسجلين، يشكلون نحو ثلث عدد سكان لبنان الذي يقارب أربعة ملايين نسمة.
من ناحيته، أكد النائب مروان حماده، العضو في كتلة “جبهة النضال الوطني” البرلمانية الوسطية التي يترأسها النائب والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، في حديث لـ “الاناضول”، ان “الامل الوحيد لوضع حد او على الاقل للتأسيس للحد من مأساة المدنيين السوريين قتلا وجرحا ونزوحا هو في اقامة منطقة بل مناطق آمنة بمحاذاة حدود الدول المجاورة لسوريا، مثل تركيا، والاردن، وكذلك لبنان”.
وشدد حماده، على ان “هذا التصور للإعداد للحل في سوريا هو الوحيد الآيل الى ابقاء المواطنين السورييين في مدنهم وقراهم او على الاقل في سوريا داخل وطنه، مما يضمن بقاء الوطن السوري موحدا في المستقبل ومحررا من مخاطر الدويلات التي تهدد ليس فقط سوريا بل ايضا الاقطار المجاورة”.
واضاف ان “هذا الحل يرتكز على البعد الانساني، وله ايضا بعد سياسي يجب ألا يغيب عن اذهاننا ذلك ان اي مؤتمر للسلام ولإقامة دولة سورية ديموقراطية وموحدة يمر حتما بإبقاء الشعب السوري على قيد الحياة والوجود في ارضه”.
ووصف “الاقتراحات الصادرة عن انقرة في الآونة الاخيرة بخصوص حل الازمة السورية والتي بدأت تلقى آذانا صاغية فعلا عند المراجع الدولية التي كانت متلكئة في حل النزاع السوري هي خطوة الى الامام على طريق سلامة المنطقة وشعوبها”.
ورأى انه “من هنا يأتي ترحيب لبنان على الصعيد الحكومي والنيابي والشعبي بقيام مناطق آمنة وعازلة بحيث تبقي المدنيين آمنين بعيدا عن مطرقة النظام السوري وحلفائه”.
ومنذ منتصف مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم، خلّفت أكثر من 220 ألف قتيل، وتسببت في نزوح نحو 10 ملايين سوري عن مساكنهم داخل البلاد وخارجها، بحسب إحصاءات أممية وحقوقية.
المصدر : الأناضول