السفيران الفرنسي والروسي يختلفان حول تصريحات دي مستورا في مجلس الامن .. هل يتحمل الأسد مسؤولية فشل المفاوضات ؟
في لقاء مع الصحافة المعتمدة على هامش الجلسة المغلقة لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، قال الممثل الدائم لفرنسا فرانسوا دي لاتر إن مداخلة المبعوث الخاص لسوريا، ستيفان دي مستورا، كان واضحا في توجيه التهمة لنظام الأسد بتعطيل المحادثات بسبب التصعيد العسكري الأخير حول حلب مدعوما بالقصف الجوي الروسي.
وقال إن ” الإحاطة التي قدمها السيد دي مستورا تؤكد ما كنا نعرفه، وهو أن نظام الأسد وحلفاؤه لم يقدموا أية تنازلات بل على العكس تماماً“ وأضاف فرنسوا دي لاتر ”من جهة يدعي نظام الأسد أنه يناقش ويتحاور في جنيف، ومن جهة أخرى فإنه يكثف حملاته العسكرية ضد المعارضة التي من المفترض أن يتفاوض معها، ويقوم بهجمات غير مسبوقة في حجمها على مدينة حلب.
كل هذا مع دعم عسكري روسي يمكن أن يقتل أي أمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام“. وأكد الممثل الدائم لفرنسا أن المطالب الثلاث التي نص عليها قرار مجلس الأمن 2254 والمتعلقة بخلق أجواء إيجابية للقاء جنيف لم ينفذ منه أي شيء وهي فك الحصار عن المناطق المحاصرة وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح بعض المعتقلين.
وأضاف أن لقاء “مجموعة الدعم الدولية” يوم 11 شباط/فبراير الحالي سيركز على بحث وسائل تفعيل المحادثات ووضعها على المسار الصحيح، مضيفاً ” إن قرار ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي مستورا بتعليق المفاوضات هو قرار صائب.
العودة إلى المفاوضات في 25 من شهر شباط/فبراير الجاري يمكن أن تتم فقط تحت الضمانات الثلاث التالية: احترام كامل للقانون الإنساني الدولي، استهداف المنظمات الإرهابية الموجودة على قائمة الأمم المتحدة فقط، والعمل على تشكيل حكومة انتقالية“.
الممثل الدائم للاتحاد الروسي، فيتالي شوركين، من جهته ناقض ما طرحه السفير الفرنسي قائلاإنه أساء اقتباس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة حول سورية، ستيفان دي ميستورا، وحمله كلاما لم يقله عن مسؤولية نظام الأسد المدعوم عسكريا من روسيا حول وقف المفاوضات بسبب تكثيفالضربات العسكرية على حلب وغيرها من المناطق في سورية.
وقال إن دي مستورا دبلوماسي بارع وليس من النوع الذي يوجه التهم جزافا هكذا كما قال السفير الفرنسي. “إن الذي أفشل المحادثات تركيا التي عملت فيتو على مشاركة الأكراد في المفاوضات والذي أفشل المحادثات هو الذي عمل فيتو على مشاركة مجموعات المعارضة من تجمعي القاهرة وموسكو.
ثم لو أوقفت حكومة الأسد الأعمال المسلحة وتوقفت روسيا عن القصف الجوي فمن يضمن أن يتوقف الطرف الآخر من الإرهابيين والمعارضة؟ ما قلناه نحن إن هذه المسائل تبحث على طاولة المفاوضات وما يتم الاتفاق عليه يتم التقيد به من قبل الجميع″.
وقال شوركين “إنني استغرب أن زميلي سفير فرنسا الذي استعجل للذهاب والحديث للصحفين قبل أن ينهي سماع ما قاله ستيفان دي مستورا”.
ونفى شوركين أن يكون دي مستورا قد حمل نظام الأسد المدعوم من روسيا مسؤولية وقف المفاوضات.
وأضاف ”إننا نشعر بالتفاؤل أن دي مستورا يرى أنه يمكن العودة إلى طاولة المفاوضات حتى قبل الـ 25 من الشهر الجاري“.
كما نفى السفير الروسي أن يكون قرار مجلس الأمن رقم 2254 يشترط وقف اطلاق النار للبدء بالمفاوضات قائلاً إن وقف إطلاق النار محل تفاوض كذلك.
وأعرب في الوقت ذاته عن أمله أن تؤدي اجتماعات ميونيخ المزمع عقدها في 11 من الشهر الجاري بحضور مجموعة الدعم الدولية لسورية، إلى اتفاق حول استئناف المفاوضات والأمور العالقة كوقف اطلاق النار.
وردا على سؤال ل“القدس العربي” حول تحمل الولايات المتحدة جزءا من اللوم على فشل اللقاءات لأنها لم تكن جادة في الدفع باتجاه نجاح المحادثات بل إتسم موقفها بالتردد ودخلت إلى الموضع بنصف قلب ، قال شوركين إنه ليس في موضع لتوزيع المسؤولية وتوجيه التهم لأحد.
إنه ملتزم بما اتفق عليه ضمن “مجموعة الدعم الدولية” والتي ستلتقي في ميونخ في الحادي عشر من هذا الشهر لتفعيل المحادثات عندما تلتئم مرة أخرى في الخامس والعشرين من الشهر الحالي.
المصدر : القدس العربي