علق 20 الف سوري الجمعة قرب الحدود التركية بعد فرارهم من محافظة حلب، حيث تشن قوات النظام هجوما واسعا ما فاقم الماساة الانسانية للنزاع الذي كان موضع مشاورات جديدة في مجلس الامن الدولي.
وقالت ليندا توم المتحدثة باسم مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية “ان نحو 20 الف شخص تجمعوا في مستوى المعبر الحدودي باب السلامة وما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف تم نقلهم الى مدينة اعزاز″ غير بعيد من هذا المعبر المغلق.
وتحت غطاء الغارات الجوية الروسية التي قاربت الالف غارة منذ الاثنين، استعادت قوات الأسد بلدتين جديدتين هما رتيان وماير القريبتين من بلدتي نبل والزهراء اللتين استعادهتما الخميس.
وهو ما يضيق الخناق اكثر حول مدينة حلب التي يسيطر النظام على غربها والمعارضة على شرقه.
لكن المعارضة استعادت نصف رتيان اثر معارك عنيفة اوقعت نحو 60 قتيلا في كل جانب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
– اين انتم؟ –
وفر اربعين الف شخص على الاقل، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، منذ الاثنين من بلدات ريف حلب الشمالي، حيث تواصل قوات النظام هجوما واسعا بداته الاثنين بغطاء جوي روسي.
واشارت ليندا توم الى ان بين هؤلاء المدنيين فر عشرة آلاف الى بلدة عفرين الكردية. واضافت “هناك حاليا مخيمات نازحين في منطقة عفرين”.
واشارت المتحدثة الى ان “المعارك ادخلت اضطرابا على قسم كبير من المساعدة وطرق التموين انطلاقا من الحدود التركية” مبدية اسفها لكون “الوصول الى السكان يزداد صعوبة”.
والتقطت وكالة فرانس برس صورا ولقطات بالفيديو لمئات الاشخاص بينهم نساء واطفال وهم يسيرون، حاملين امتعة في صرر واكياس، في حقل زيتون في بلدة اكدة الصغيرة القريبة من الحدود.
وفي فيديو بثه ناشطون على الانترنت يمكن مشاهدة مئات من الاشخاص بينهم الكثير من الاطفال يتجهون الى مركز حدودي تركي. يحمل بعضهم على الظهر اكياس بلاستيك وآخرون بدا انهم لا يملكون شيئا. وصرخ رجل غاضبا “
اين انتم ؟
تركيا والسعودية وقطر اين انتم يامسلمين؟” في اشارة الى الدول التي تدعم المعارضة السورية. وبقيت الحدود من الجهة التركية مغلقة الجمعة.
وقال مراسل وكالة فرانس برس ان الوضع هادئ عند معبر اونجوبينار المقابل لمعبر باب السلامة في سوريا، ولم يكن اي دخول او خروج عبر المعبر مسموحا من الجهة التركية.
– “العالم يصمت”-
واتهمت تركيا التي تؤوي نحو 2,5 مليون سوري “المتواطؤون” الروس مع دمشق بارتكاب “جرائم حرب”.
وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مساء الخميس ان “نحو عشرة آلاف شخص قدموا من حلب ينتظرون اليوم على الحدود للدخول الى تركيا.
والروس يقفصون بلا توقف والنظام يقصف بلا هوادة، والعالم يصمت”.
في المستوى السياسي قدم الموفد الدولي الخاص ستافان دي ميستورا الجمعة تقريرا الى مجلس الامن عن ظروف تعثر محادثات جنيف المعلقة حتى 25 شباط/فبراير، استبقه بالاشارة الى امكانية استئناف المحادثات قبل ذلك الموعد، ومؤكدا ان هدف التفاوض “التوصل الى حل”.
واثناء المشاروات المغلقة لمجلس الامن وقعت نقاشات حادة بين الولايات المتحدة وفرنسا من جهة وروسيا من جهة اخرى بهذا الشان، بحسب دبلوماسي.
ورفضت روسيا انتقادات الغربيين الذين اتهموما بتخريب مباحثات جنيف، واكد سفيرها لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان موسكو لا تنوي وقف الغارات الجوية.
لكن تشوركين اكد ايضا ان روسيا “ستعرض بعض الافكار الجديدة على الطاولة” في ميونيخ خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا المقرر في شباط/فبراير.
وفي واشنطن اشاد وزير الخارجية الاميركي جون كيري بهذه “الافكار البناءة بشان كيفية تطبيق وقف اطلاق نار”.
لكنه حذر من انه “اذا كان كلام لمجرد الكلام بهدف مواصلة الغارات، فلا احد سيقبله”.
المصدر : أ ف ب