دي ميستورا: سنطلب تدخل واشنطن وموسكو إذا استمرت الأمور الإنسانية في سوريا بشكلها المقلق
قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا،أمس الإثنين، إن الأمور الإنسانية، ووقف الأعمال العدائية تسير بـ”اتجاه مقلق”، وإن استمر الوضع كذلك، فإنه يأمل بأن يعقد الرئيسان المشتركان لدول الدعم وهما روسيا وموسكو اجتماعا استثنائيًا.
وفي مؤتمر صحفي عقده في المقر الأممي بجنيف، أفاد دي ميستورا “لا يمكن لأحد أن ينكر أن القتال مستمر بشكل مقلق للغاية، ولا سيما في حلب، وتقييمنا للوضع هو موضوعي، إذ لدينا مركز للعمليات، ووقف إطلاق النار مستمر في عدد من المناطق”.
وأضاف أن “وصول المساعدات الإنسانية بطيء، ونجحنا في إيصال مساعدات قليلة، وهناك بعثة تقصي للحقائق، فيما غدا قد تكون هناك بعض القوافل التي يمكن أن تتحرك، وقد يكون هناك بعض حالات الإخلاء للمصابين، وخلال نهاية الأسبوع قد نتمكن من إجراء حملات التحصين (التلقيح) وكل ذلك يسير بشكل بطيء”.
ولفت إلى أنه “في إطار فرقتي العمل(وقف إطلاق النار والمساعدات) سيتم النظر بالأمرين، وإن استمر باتجاه مقلق، سنأمل في أن يعقد الرئيسان المشتركان (روسيا وأمريكا) لدول الدعم، اجتماعا استثنائيا”.
من ناحية أخرى، أفاد المبعوث أنه “سمع من وفد الهيئة العليا للتفاوض، نيتها تعليق وتأجيل مشاركتها الرسمية في المفاوضات في المقر الأممي، للتعبير عن القلق البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية، ووقف العمليات العدائية، والتعبير عن القلق بسبب تدهور الوضع الإنساني، وما آل إليه وقف الأعمال العدائية”.
وتابع القول “أعربوا(وفد الهيئة) عن نيتهم البقاء في جنيف بفندقهم، وبناء على اقتراحي سنواصل المناقشات التقنية، معي ومع فريقي، خاصة فيما يتعلق بالقرار ٢٢٥٤، والانتقال السياسي، ونحن ننوي الاستمرار في المناقشة والمشاورات مع كافة الأطراف في الأمم المتحدة أو خارجها، فالمحادثات غير المباشرة مرنة”.
وشدد على أن “الجمعة المقبلة سيقيمون المحادثات، ويستعرضون ما توصلوا إليه، وبعد معرفته بموقف كل الأطراف، سيتخذ القرار الخاص بالمضي قدما بسلسة المناقشات، والتوقف، والاستئناف، حتى الانتقال السياسي”.
وأكد أن “كلا من روسيا وأمريكا تشاركان في رئاسة فريق الدعم، وكانتا وراء إحياء المساعدات، ووقف الأعمال العدائية، وأساسا لانطلاق الحل، ودورهما أساسي، ولكن دور المنطقة والسوريين بالغ الأهمية”.
وحول فكرة تعيين نواب ثلاثة لـ بشار الأسد التي طرحت قبل يومين، قال دي ميستورا “ليست اقتراحي، بل فكرة وردت من أحد الخبراء، وناقشناها بما يسمى بالعصف الذهني، عن تعيين نواب للرئيس، وتوقعت من وفد النظام موقفا سلبيا، لأنها تحد من صلاحيات الرئيس، وتوقعت موقفا سلبيا من المعارضة، وبعكس توقعاتي أبديا تجاوبا مع الفكرة، وتبقى بالنهاية فكرة”.
وأوضح أن “الدليل أنه لم تكن فكرة أساسية وجوهرية في المفاوضات، لأنهم في مرحلة مبكرة، ويستمعون لآراء الطرفين، وأطلقت الفكرة (تعيين ٣ نواب) لإحياء الحوار، ولسماع وجهات النظر”.
كما كشف أن “فكرة تشكيل هيئة الحكم الانتقالي لم تمت أبدا، وهي جزء من بيان جنيف، الذي هو أساس القرارات الدولية ومنها القرار ٢٢٥٤، وكل طرف يشدد على طرفه، وهو طبيعي، حيث نبدأ بالمواقف بحدها الأقصى، للوصول لأرضية مشتركة، ونحن في مرحلة لا نزال نستمع فيها لآراء الأطراف، وكل طرف يتعرض للضغوط، ويتصدى لها، ولكن الطرفان قبلا الانتقال السياسي، والمثل يقول إن الشيطان يكمن في التفاصيل، والحلول تكمن في التفاصيل أيضا”.
كذلك أفاد أنه “لا يمكن أن نتوقع أنه بعد خمس سنوات، سيأتي حل كمعجزة، هناك نقطة تحسن مقارنة مع الماضي، وهي أن كل الأطراف تتفق على أن الانتقال السياسي هو محور العملية، وفي المناقشات مع الطرفين، الجميع يركز على تفسير الانتقال السياسي”.
وبين أن “أحد الأطراف (المعارضة) يركز على تنفيذ هيئة الحكم الانتقالي، والطرف الآخر (حكومة الأسد) يهتم بالحكومة الموسعة، والطرفان يقولان بأنه الطريق للحل السياسي، ولا شك أن المسافة كبيرة بينهما، وهنا طبيعة المفاوضات”.
ولفت إلى أن “استراتيجيتهم هي النظر للطرفين، ومحاولة الحصول على معلومات لرؤية كل طرف، للتمكن من الوصول إلى حيز يسمح بالانتقال السياسي الحقيقي، والجدول الزمني يحدد آب/ أغسطس للدستور الجديد، والانتقال السياسي، هناك وقت ولكنه قصير”.
المصدر : وكالات – وطن إف إم