قرّرت المعارضة السورية،أمس الاثنين، “تأجيل” مشاركتها في محادثات جنيف الجارية في سويسرا، بسبب ما وصفته بـ”عدم وجود تقدم في المسار الإنساني، وتعرض الهدنة لخروقات، وعدم إحراز تقدم في ملف المعتقلين، وعدم الاستجابة لجوهر القرار الدولي وبيان جنيف بتشكيل هيئة حكم انتقالي”.
وأفادت مصادر مقرّبة من ممثلي المعارضة في جنيف ، بأن أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة والوفد المفاوض الممثل للمعارضة، اجتمعوا صباح الأمس، واتخذوا قرارهم بـ”تأجيل” المشاركة في مفاوضات جنيف.
وفيما لم توضح المصادر ما الذي سيترتب على قرار “التأجيل” الذي تضمنه قرار المعارضة، أشارت إلى أن أسباب ذلك القرار تعود إلى “عدم وجود تقدم في المسار الإنساني، وتعرض الهدنة لخروقات، وعدم إحراز تقدم في ملف المعتقلين، وعدم الاستجابة لجوهر القرار الدولي وبيان جنيف بتشكيل هيئة حكم انتقالي”.
وأشارت المصادر إلى أن المعارضة اعتبرت أن الاستمرار في المفاوضات إلى ما لانهاية، يبدو “عبثاً”، ولا بد من “مراجعة جادة”، وأن قرار “التأجيل” ليس تعليقاً للمفاوضات، وليس انسحابا منها، بل فرصة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، وللاستجابة للموضوع الأساس وهو تشكيل هيئة حكم انتقالي، لا دور لبشار الأسد فيها.
وفي وقت لاحق أصدرت الهيئة العليا للمفاوضات بياناً يوضح موقفها بخصوص تأجيل مشاركتها في المفاوضات.
وقال سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في البيان، “منذ بداية هذه المحادثات في جنيف، قام نظام الأسد بجعل الوضع الميداني أسوأ مما كان عليه، إن التقدم في أعمال جنيف مرتبط بشكل مباشر بالواقع الذي يواجهه أبناء شعبنا في سوريا”.
وأضاف أنه “إذا لم تتحسن الأوضاع الميدانية على الأرض، فإنها ستؤثر على تقدم العملية السياسية. لا يمكن السماح للمحادثات بأن تكون وسيلة يستغلها النظام لممارسة العنف”.
وأكد على أن قوات نظام الأسد “تخرق وقف إطلاق النار وتمنع وصول المساعدات الإنسانية، في حين يتظاهر النظام بانخراطه في العملية السياسية.
في أيام الهدنة الخمسين شهدنا ما يزيد على ألفي خرق من قبل النظام، وهذا يشكل خرقاً أو اثنين في كل ساعة. يتوجب على المجتمع الدولي أن يتصرف لإعادة فرض وقف الأعمال العدائية إن كان يراد لهذه المحادثات أن تتقدم”.
وأشار المسلط إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات “تدعو كلاً من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط على نظام الأسد للامتثال للبنود الإنسانية الواردة في القرار 2254، وأن توضح للنظام أن عليه أن ينخرط بصورة جدية في جدول أعمال دي ميستورا، مع التركيز على حكومة انتقالية”.
وختم المتحدث حديثه قائلاً “لا تزال الهيئة العليا للمفاوضات ملتزمة بشكل كامل بالعملية السياسية وتحقيق السلام من خلال الدبلوماسية.
نحن لا زلنا موجودون في جنيف ومستعدون للانخراط في محادثات جدية”.
المصدر : وكالات – وطن إف إم