سياسة

سيناريوهات رد روسيا على مقتل طياريها في سوريا

كشفت مصادر عسكرية روسية عن الخيارات المتاحة للانتقام من تنظيم “داعش”، لمقتل طيارين روسيين بإسقاط مروحية قتالية قرب تدمر يوم 8 تموز.

وذكرت صحيفة “كوميرسانت” أنه لم تصدر حتى الآن من وزارة الدفاع أو الكرملين أي تصريحات رسمية حول الرد العسكري المحتمل على إسقاط المروحية، لكنها نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن الجيش الروسي يدرس إمكانية زيادة عدد الطلعات القتالية من قاعدة حميميم، وإشراك حاملة الطائرات “الأميرال كوزنيتشوف” والطائرات التي ترابط على متنها في عملية “الجزاء”.

 وذكرت الصحيفة بأنه حسب الرواية الرسمية، فقد كان الطياران الروسيان المكلفان بتدريب قوات الأسد، يقومان بطلعة مخطط لها على متن مروحية سورية من طراز “مي-25” (نسخة معدة للتصدير عن مروحية “مي-24”).  

لكن مصادر عسكرية ذكرت أن الحديث يدور في حقيقة الأمر عن مروحية روسية حديثة من طراز “مي-35 إم”، علما بأنه سبق للجيش الروسي أن نشر عدة مروحيات من هذا الطراز في قاعدة حميميم بريف اللاذقية في آذار الماضي.  

وتابعت الصحيفة أن مجموعة جوية، ضمت مروحيتي “مي-35” على الأقل، كانت تقوم بطلعات استطلاعية في ريف حمص، عندما لاحظ طاقم المروحية بقيادة العقيد رفعت حبيبولين أن مجموعة كبيرة من مسلحي “داعش” شنت هجوما على مواقع قوات الأسد في شرق تدمر.  

ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر قوله: “تمكن عناصر  داعش من اختراق دفاعات قوات الأسد، وكانوا يتوغلون بسرعة في عمق المنطقة، ما هدد بسقوط المرتفعات المطلة على المنطقة في أيديهم”.

وأضافت المصادر أن قوات الأسد لم تكن تتمتع بأي احتياطات في هذا الاتجاه.  وفي هذه الظروف، قرر العقيد حبيبولين وهو قائد الفوج الـ55 في قوام الجيش الرابع للقوات الجوية والفضائية والدفاع الجوي في روسيا، الدخول في القتال بلا تباطؤ، وأطلق النار على المسلحين.

وفي هذا السياق، ذكرت الصحيفة بأنه كانت للعقيد خبرة قتال كبيرة، علما بأنه شارك في الحربين الشيشانيتين الأولى والثانية والحرب مع جورجيا في آب 2008.  

وبعد استنفاد الذخيرة، حاولت المروحية العودة إلى القاعدة، لكن صاروخا أطلقه مسلحون أصاب المروحية في مؤخرتها.

وفقد الطاقم السيطرة على المروحية مباشرة، وهي سقطت بعد ثوان وانفجرت على الأرضي.

ولم تكن للطاقم الذي ضم بالإضافة إلى العقيد حبيبولين الملازم يفغيني دولغينـ أي فرص للنجاة. وتمكن عناصر من قوات الأسد من انتشال جثث القتيلين ونقلهما إلى قاعدة حميميم.  

وأكدت مصادر عسكرية رفيعة المستوى للصحيفة أن الهجوم على المروحية الروسية لن يبق دون رد.

وذكرت بأن الجيش الروسي رد بقسوة على كافة الهجمات السابقة التي أدت إلى خسائر بشرية في صفوف مجموعة القوات الروسية في سوريا. وبمقتل حبيبولين ودولغين، بلغت حصيلة القتلى الروس خلال الحرب في سوريا، 13 عسكريا.  

وحسب المصادر، بين الخيارات التي تدرسها وزارة الدفاع، تكثيف الطلعات القتالية في سماء سوريا أضعافا، وتوجيه سلسلة جديدة من الضربات باستخدام صواريخ مجنحة عالية الدقة تطلق من منظومات “كايتر” من سفن حربية وطائرات.  

وفي الوقت نفسه، حذرت “كوميرسانت” من أن مثل هذا التكثيف لعمليات سلاح الجو الروسي، من شأنه أن يؤثر على نظام الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ في بعض مناطق سوريا في إطار اتفاق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.  

أما الخيار الثاني للانتقام، فيرتبط بإشراك حاملة الطائرات الروسية الوحيدة “الأميرال كوزنيتسوف” والطائرات التي تحملها على متها (قرابة 15 مقاتلة “سو-33″ و”ميغ-29 كا/كوب” وقاربة 10 مروحيات “كا-52 ك” و”كا-27″ و”كا-31″) في عملية “الجزاء”.  

وسبق لوكالة “تاس” أن ذكرت أنه من المخطط أن تنضم حاملة الطائرات لحملة توجيه الغارات إلى مواقع “داعش” في سوريا بدءا من تشرين الأول المقبل وحتى كانون الثاني عام 2017، وذلك انطلاقا من الجزء الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.

لكن مصادر عسكرية أكدت لـ “كوميرسانت” أنه في حال صدور قرار بهذا الشأن فإن هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، ستضم حاملة الطائرات قبل الموعد المحدد وتحديدا في أواخر آب القادم.

المصدر : وكالات 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى