لماذا تخفي واشنطن بنود الاتفاق السوري؟.. وكالة روسية تجيب
أشارت وكالة “روسيا اليوم” إلى أنه، ومع الأمل بإيصال الهدنة الراهنة في سوريا إلى سبعة أيام متتالية، هناك عدة بنود مهمة يجري التعامل معها،
أولها نشر وثائق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين روسيا والولايات المتحدة، وثانيها دعم مجلس الأمن للاتفاق؛ من أجل تقنينه وجعله اتفاقا ملزما لجميع الأطراف، وثالثها ضرورة تنفيذ واشنطن التزاماتها بشأن فصل المعارضة “المعتدلة” عن الجماعات الإرهابية.
وقالت الوكالة إنه “وبعد نجاح الخطوة الأولى من الاتفاق الروسي – الأمريكي بشأن تمديد الهدنة في سوريا لـ48 ساعة إضافية، أعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن روسيا تصر على نشر وثائق الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة بشأن سوريا؛ لتجنب التضارب والتفسيرات غير الصحيحة”.
يذكر أن وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا توصلا في جنيف، يوم الجمعة 9 أيلول/ سبتمبر الجاري، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة (بدءا من مساء الاثنين 12 سبتمبر)، ويتكرر بعدها مرتين، وبعد صموده لسبعة أيام يبدأ التنسيق التام بين أمريكا وروسيا في قتال تنظيم “داعش” وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً).
ولم يشر الاتفاق إلى الحل السياسي أو حديث عن المليشيات الطائفية التي تساند نظام الأسد، الأمر الذي أثار تحفظات رافقت موافقة المعارضة السورية على الهدنة.
وأوضحت زاخاروفا هدف موسكو من هذا المطلب المهم، مشيرة إلى أن الاتفاق يتشكل من “عدة وثائق، تم اعتمادها، والاتفاق عليها خلال عملية التفاوض.. وأن الجانب الروسي في بداية المفاوضات وفي أثنائها، وبعد التوصل إلى اتفاق نهائي، عرض بالفعل، بل حث الجانب الأمريكي على نشر هذه الوثائق، وضرورة أن يتم ذلك؛ كي لا تصبح هذه الاتفاقات موضع تكهنات”.
كما أعربت روسيا، بحسب الوكالة، عن أملها بأن يتم تقنين اتفاقها مع الولايات المتحدة حول الأزمة السورية، عبر دعم مجلس الأمن الدولي.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أن موسكو تأمل في أن يدعم مجلس الأمن الدولي هذا الشهر اتفاقها مع واشنطن حول سوريا؛ من أجل تجنب التفسيرات الخاطئة، وأن موسكو مهتمة بعدم المماطلة في التوصل إلى اتفاق في هذا المجال.
وذهب غاتيلوف إلى التعليق على تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونير حول أن الاتفاق الروسي – الأمريكي الذي تم التوصل إليه في 9 سبتمبر/ أيلول الحالي في جنيف ينص على توجيه ضربات إلى “داعش”، دون جبهة النصرة.
وقال غاتيلوف: “على خبراء الدولتين أن يتوصلوا إلى اتفاق محدد بهذا الشأن.. وفي حالة حلب، فإن جبهة النصرة تعمل هناك في أغلب الأحوال، حسب علمي.
وبينت أن الجانب الأمريكي يرى أن الحرب ضد تنظيم الدولة أمر مفروغ منه، ولا جدال فيه، لكنه في الوقت نفسه يؤكد بأن لا تعاون مع روسيا في الحرب ضد التنظيم، إلا إذا وافقت على شروط ما أمريكية أو مكافحة الإرهاب تحت راية التحالف الدولي.
وفي ما يتعلق بـ”جبهة النصرة”، فهناك خلافات حادة بين موسكو وواشنطن، حيث غيرت الجبهة اسمها من جهة، ولا تزال تضم تنظيمات “معتدلة” من جهة أخرى، وتتعاون جزئيا مع المعارضة المسلحة من جهة ثالثة.
وهو ما يعطي انطباعا بأن واشنطن تريد التستر على غير الملتزمين بالهدنة من المعارضة والإرهابيين في سوريا، بحسب الوكالة. وتكرّر خلال الأيام الثلاثة لبدء سريان الهدنة اتهام المعارضة لقوات الأسد بخرقها وقصف عدد من المناطق المدنية، في الوقت الذي يرد فيه النظام وروسيا باتهام المعارضة بارتكاب خروقات، وفي الوقت الذي لم تدخل فيه أي شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة؛ جراء استمرار رفض النظام لذلك دون تنسيق معه.
وفي تفسيرها لسبب ميل واشنطن لإخفاء الاتفاق، أشارت “روسيا اليوم” في تحليل نشرته الخميس إلى ما وصفته بأنه “الأكثر إثارة للدهشة”، ممثلا في “تلك التصريحات الاستباقية غير الدبلوماسية التي تصدر من جانب جهات وأجنحة معينة في الإدارة الأمريكية من قبيل “الاتفاقات الأمريكية – الروسية هي اختبار لموسكو”، و”روسيا غير مستعدة للالتزام بوقف إطلاق النار في سوريا”، و”الهدنة اختبار لمصداقية روسيا”…”، وهي أمور وصفتها الناطقة باسم الخارجية الروسية بأنها “تصريحات غير منطقية وتأتي بنتائج عكسية”.
وأضاف تحليل الوكالة “ولكن إذا نظرنا إليها من زاوية التحليل السياسي، فمن الممكن أن نصل إلى انطباع بأن الولايات المتحدة نفسها تضع مقدمات تسمح لها بالتملص فيما بعد من التزاماتها”، وهذا ما يفسر حسب الوكالة، رفضها (أي الولايات المتحدة) الكشف عن وثائق الاتفاق، وتجاهلها دعوات روسيا لتقنينه عبر مجلس الأمن، إلى جانب تباطئها ومماطلتها أيضا في وعودها بفصل المعارضة عن الإرهابيين، الأمر الذي اعتبرته وزارة الدفاع الروسية “تصريحات تبعث على القلق”.
وطن إف إم / اسطنبول