طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة الطارئة ستيفن أوبراين، أمس الخميس، مجلس الأمن الدولي، بفرض هدنة إنسانية عاجلة في سوريا لمدة 48 ساعة أسبوعياً، للسماح بالوصول الإنساني للمدنيين في حلب وبقية أنحاء البلاد.
وقال أوبراين إنه منذ إعلان نظام الأسد بدء عمليته الهجومية على حلب في 23 سبتمبر/أيلول الجاري قُتل 320 مدنياً بينهم 100 طفل وأصيب 765 آخرين.. إنني أدعو إلى هدنة في سوريا مدتها 48 ساعة فقد حان الوقت للاتفاق على إنسانيتنا.
إن حلب ليست في كارثة إنسانية فقط وإنما سقطت في قاع هوة متوحشة لم يسبق أن رأينا مثلها من قبل في كل أنحاء سوريا”.
وأضاف “لا أجد وصفاً لما أريد أن أبلغكم به بشأن الفظائع التي يتم ارتكابها في حلب أو في المناطق المحاصرة وتلك التي يصعب الوصول إليها”.
جاء ذلك في إفادة أوبراين التي قدمها إلى أعضاء المجلس عبر دائرة تلفزيونية من جنيف، دعا خلالها أيضاً، أعضاء المجلس والمجتمع الدولي إلى جمع الأدلة والشهود من أجل “محاسبة المتورطين في تلك الجرائم يوماً ما”.
وتابع المسؤول الأممي: “سوريا تنزف ومواطنيها يلقون حتفهم وجميعنا نسمع صرخاتهم.. وفي الأسبوع الماضي جاء قادة دول العالم إلى هذه القاعة (يقصد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة) وعقدت لقاءات رفيعة المستوى وجميعها بلا أية نتائج ملموسة”.
وأردف: “أدعو مجلس الأمن إلى التحرك الآن واتخاذ ما هو ضروري من أجل وقف العنف، وإنهاء الحصار واستعادة الحوار السياسي ووضع نهاية لتلك الحرب”.
وأبلغ أوبراين أعضاء مجلس الأمن بأنه قدم لنظام الأسد يوم 19 سبتمبر/أيلول الجاري طلبات بشأن الوصول الإنساني لقوافل الإغاثة المشتركة للمناطق المحاصرة في سوريا خلال شهر أكتوبر/تشرين أول المقبل وأنه لا يزال ينتظر رداً منه.
ومضى بقوله: “نحن نسعى للوصول إلى 962 ألف و800 شخص في 29 منطقة محاصرة وتلك التي يصعب الوصول إليها وأطالب سلطات الأسد بالرد الإيجابي على طلباتنا”.
وتعاني أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة حصاراً برياً من قبل قوات الأسد ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من 20 يوماً، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية يهدد حياة حوالي 300 ألف مدني موجودين فيها.
في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري، توصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين، وبعد صموده لسبعة أيام يبدأ التنسيق التام بين الولايات المتحدة وروسيا في قتال تنظيم “داعش” وجبهة فتح الشام، وشملت الأهداف الأولية للاتفاق السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
غير أن الهدنة انهارت فعلياً بعد أسبوع، عندما تعرضت قافلة مساعدات للهجوم يوم الإثنين قبل الماضي، ما أسفر عن مقتل نحو 20 شخصاً، وحينها تبادلت واشنطن وموسكو الاتهامات بشأن المسؤولية عن ذلك القصف.
وطن إف إم / اسطنبول