أفادت مصادر لقناة الجزيرة أن خلافا إيرانيا روسيا هو الذي عرقل عملية إجلاء المحاصرين في حلب، وأوضحت أن الروس هددوا بالرد على إطلاق نار خلال عملية الإجلاء، كما أكدت تلك المصادر أن التهديد الروسي يشمل قوات النظام والمليشيات التابعة لإيران. في المقابل وصفت الخارجية الإيرانية الحديث عن شروط وخلافات تعطل اتفاق حلب بأنه “ادعاء كاذب”.
وقال مراسل الجزيرة في ريف حلب الشمالي أمير العباد إن الخلافات الأخيرة بسبب طلب المليشيات الإيرانية قوائم بأسماء مقاتلي المعارضة وكل من قام بدور خدمي في شرق حلب من ناشطين وعناصر دفاع مدني وطواقم طبية وفق ما أفادت مصادر إعلامية للنظام، وأشار المراسل إلى أن فصائل المعارضة رفضت إعطاء أي قوائم.
ولفت إلى أن الاتفاق السابق للإجلاء أجهِض بسبب وضع شروط أخرى من المليشيات الإيرانية تتعلق بإخراج جرحى من كفريا والفوعة بريف إدلب المواليتين للنظام، إضافة لإدخال مساعدات لهاتين البلدتين وإطلاق أسرى تحتجزهم المعارضة من عناصر المليشيات.
من جانب آخر، قال مدير مكتب الجزيرة بموسكو زاور شوج إن الروس لديهم قدرة الضغط على الإيرانيين لأنهم أصحاب القرار السياسي في سوريا، ويريدون الظهور بنصر من نواح عسكرية وسياسية إضافة إلى دعم المساعي الإنسانية بإنقاذ حياة المدنيين.
وأوضح أن روسيا منذ تدخلت في سوريا فرضت أمرا واقعا بحيث أصبحت صاحبة القرار الأول والنهائي، وحولت باقي الدول الإقليمية الأخرى إلى عامل مساعد، حيث أصبح الإيرانيون بالحرس الثوري والفصائل الشيعية العراقية والأجنبية وحزب الله عساكر على الأرض بينما القرار السياسي الأول بيد الروس.
ووصف مدير مكتب الجزيرة بموسكو العلاقات الروسية الإيرانية بأنها صعبة ومعقدة وقائمة على تقاطع المصالح وشراكة آنية وتحالف مرحلي بسبب الخلافات الأيديولوجية بينهما، مشيرا إلى أن موسكو دعمت رفع الحظر عن البرنامج النووي الإيراني لكن طهران اشترت عقب ذلك التقنيات الغربية وليس الروسية، بينما بقيت الصفقة الوحيدة هي صواريخ أس 300 وكان فيها مشاكل كثيرة.
وبهذا السياق، أوضح مدير مكتب الجزيرة أن الروس سمحوا للطيران الإسرائيلي بقصف مواقع لحزب الله ومطار المزة العسكري الذي يسيطر عليه الإيرانيون، وهي إشارات واضحة من روسيا لإيران من أن تحالفات موسكو مع إسرائيل أكثر إستراتيجية.
وكالات/ وطن إف إم