المعارضة العسكرية في أستانا : الاتفاق الروسي الأمريكي مخيب للآمال
أعربت مصادر في المعارضة السورية عن “خيبة أملها” من تفاهم أمريكي روسي حول إنشاء مناطق آمنة جنوبي سوريا، بمعزل عن اتفاق “مناطق خفض التوتر” الذي تم التوصل إليه قبل شهرين بين الدول الضامنة الثلاث في اجتماعات أستانا 4.
و أفادت مصادر في المعارضة السورية أن مساعد وزير الخارجية الأمريكي ستيوارت جونز، قدّم أمس في أستانة معلومات “صادمة” تتحدث عن تفاهم أمريكي روسي أردني يضم المعارضة المسلحة في الجنوب فقط ونظام الأسد، لتشكيل منطقة آمنة موازية لمسار أستانا.
ولفتت المصادر إلى أن الاجتماعات التي استمرت عدة أيام في العاصمة الأردنية عمان خرجت بالتفاهم المذكور، الذي يساهم بانقسام المعارضة التي تسعى بدورها لمزيد من التوحد، بحسب المصادر ذاتها.
وتتقاطع تلك المعلومات مع طلب تقدمت به روسيا للدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) بإخراج المنطقة الجنوبية من اتفاق “مناطق خفض التوتر” الأربع التي تم التوافق عليها في أستانا 4، وتشكل المنطقة الجنوبية إحدى هذه المناطق.
وفي السياق نفسه، لفتت مصادر المعارضة إلى أن واشنطن كانت مستاءة من تقدم مسار أستانا، خاصة أن الجبهة الشمالية شهدت هدوءا ملحوظا في ظل نشاط في الجبهة الجنوبية، والتي كانت هادئة لمدة عام ونصف قبيل بدء مسار التفاوض في العاصمة الكازاخية.
وأعربت المعارضة عن خيبة أملها من الموقف الأمريكي “الذي يضعف من موقفها ويساهم بتقسم المعارضة وتشرذمها، في وقت كانت تنتظر فيه موقفا أمريكيا أقوى يتناسب مع الخطاب الذي تتبناه الإدارة الجديدة (إدارة الرئيس دونالد ترامب)”.
وسبق أن أعلن المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف أمس الثلاثاء، تحقيق توافق بين الدول الضامنة في “أستانا 5” حول “رسم حدود منطقتي خفض توتر، وهما ريف حمص وسط سوريا، والغوطة الشرقية بريف دمشق”.
وقال “لافرنتييف” في تصريحات صحفية بأستانا، إن المشاورات لا تزال جارية من أجل توقيع توافق لتحديد حالة القوات التي ستنتشر في مناطق خفض التوتر، وتوقيع إنشاء مراكز تنسيق بين الدول الضامنة.
وفي اجتماعات “أستانا 4” التي عقدت في 4 مايو / أيار الماضي، اتفقت الدول الضامنة على إقامة “مناطق خفض التوتر” يتم بموجبها نشر وحدات من قوات الدول الثلاث لحفظ الأمن في مناطق محددة بسوريا.
وبدأ سريان الاتفاق في السادس من الشهر نفسه، ويشمل أربع مناطق هي: أولا محافظة إدلب، وأجزاء من محافظة حلب وأجزاء من ريف اللاذقية، وحماة، والمنطقة الثانية في ريف حمص الشمالي، والمنطقة الثالثة في ريف دمشق، فيما المنطقة الرابعة هي في الجنوب.
ويشارك في الجولة الحالية من اجتماعات أستانا كل من الأمم المتحدة، ووفدين من الأردن والولايات المتحدة الأمريكية، فيما تسعى الأطراف الراعية والمشاركة إلى تحقيق تقدم ملموس في الاجتماع الحالي.
ومنذ بداية العام الجاري، عقدت 4 جولات من المباحثات أعقبت إعلان وقف إطلاق النار في سوريا نهاية ديسمبر / كانون الأول الماضي، ورغم الخروقات إلاّ أن التوصل إلى إقامة “مناطق خفض التوتر” يعد أبرز ما بلغته الاجتماعات السابقة.
وطن اف ام