مواقف دولية وإقليمية من عملية تركيا في عفرين .. كلها غامضة
دخلت تركيا أخيراً في معركة عفرين بعد سيل من التصريحات المرتفعة الصوت، عن منع الميليشيات الكردية من الاستقرار على حدود الدولة الإقليمية المهمة شمال سوريا ، وأطلقت عملية ” غصن الزيتون ” بالتشارك مع فصائل الجيش السوري الحر.
أمريكا قلقة
الولايات المتحدة التي مرت علاقتها مع تركيا باضطرابات عديدة بسبب دعمها لميليشيا “ب ي د” اتخذت موقفاً غامضاً من عملية عفرين وكان هناك تصريح من واشنطن بأنهم لم يكونوا مهتمين بهذه المنطقة قبل عملية عفرين.
ومع بدء العملية صرحت واشنطن، انها من ناحية تتفهم التفسيرات بمخاوف أمنية وطنية لتركيا ومن ناحية أخرى، تم التركيز على مقولة “نحن قلقون”.
واضاف وزير الدفاع الامريكي جيم ماتيس قائلاً “اننا سوف نجد مخرجاً” ، مشيراً إلى أنهم سيعملون جنباً إلى جنب مع تركيا.
وقال ماتيس “أن تركيا هي عضو حلف شمال الاطلسي الوحيد الذي لديها مقاومة مسلحة ضمن اراضيها، وبالتالي لديها مخاوف أمنية مشروعة”، ، وقال أنه عندما ابلغتنا تركيا بالعملية أبدينا لها صميمة في ذلك.
وقال وزير الخارجية ريكس تيليرسون أنهم قلقون تجاه العملية التركية في عفرين وأشار تيلرسون إلى أن السيناريوهات التي يمكن أن تواجهها المنطقة تسبب لهم القلق.
ايران قلقة من الجيش الحر
قدمت حكومة طهران أول بيان لها عن عملية عفرين في اليوم الأول للعملية. وجاء ذلك على لسان بهرام قاسمي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أحد أهم حلفاء نظام الأسد، وأنهم يراقبون التطورات في عفرين ” بقلق” ويحث أنقرة على احترام سلامة وحدة الاراضي السورية وقال ايضاً أنه يجب إنهاء العملية في اقرب وقت ممكن.
وأشار قاسمي ايضاً ” يجب إدانة أي تدخل في البلدان الأخرى دون موافقة الحكومة المركزية وإن هذا الإجراء، مخالف للقواعد الدولية، يمكن أن يسبب عواقب مدمرة ونحن نعتقد أن من أهم أسباب الأزمة في سوريا هو السلوك الغير مسؤول والاستفزازي لبعض البلدان الطموحة للغاية كالولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول المنطقة”.
ومصدر قلق إيران، هو إمكانية حصول فصائل الجيش الحر على السلطة بعد الانسحاب من عفرين وستضمن عملية عفرين قيام المعارضين بإنشاء روابط بين الفرات ومنطقة إدلب بعد أن يهاجم النظام ادلب.
نظام الأسد ضد العملية ولكن
أعلن نظام الأسد أنه سيعارض العملية وهدد باستهداف الطائرات التركية بأنظمة الدفاع الجوي. وبعد بدء العملية، صرحت وزارة خارجية الأسد بأنها تدين العملية.
وزعمت الوزارة أيضا في البيان بأن وزارة الخارجية التركية كذبت حين قالت أنها تتقاسم المعلومات مع النظام.
وقال بشار الأسد “ان العدوان التركي في عفرين، يثبت أن سياسة تركيا في سوريا منذ اندلاع الأزمة هي دعم الحكومة التركية للارهابيين “.
من ناحية أخرى، ذكر قادة العمليات الذين تحدثوا إلى وكالة رويترز أن وحدات حماية الشعب قد تم شحنها إلى عفرين عبر مناطق النظام، وطريق وصل عفرين الوحيد بالعالم الخارجي هو من خلال بلدتي نبل والزهراء اللتان يسيطر عليهما النظام.
عندما تغضب روسيا من أمريكا
قبل وقت قصير من بدء عملية عفرين، كان الصمت في موسكو حقيقي وسأل وزير الخارجية سيرغي لافروف في اليوم السابق عن تقارير الجنود الروس في عفرين الذين غادروا المنطقة قائلا أنه كذب.
أوضحت إدارة موسكو لماذا دعمت العملية بعد بدئها حيث ذكرت وزارة الدفاع الروسية اليوم ان الولايات المتحدة قدمت اسلحة ثقيلة الى عناصر وحدات حماية الشعب في شمالي سوريا واتخذت “خطوات استفزازية” لتشجيع تقسيم سوريا.
واعلن الوزير الروسي امس الاربعاء ان الولايات المتحدة حاولت جعل الاكراد يتخلون عن اجراء حوار مع حكومة الأسد المركزية لاثارة المشاعر الانفصالية ، وهكذا، أظهرت روسيا أن عملية عفرين تعتبر خطوة ضد الولايات المتحدة.
وطن اف ام