سياسة

جيمي كارتر يقدم رؤيته للحل في سوريا

طرح الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وجهة نظره حول ما اعتبرها “الأزمة السورية”، والتي تعبر عن توجه تيار غربي لا بأس به من المسؤولين وصناع القرار، شدد فيها على ضرورة تحقيق السلام في سوريا كأولوية ملحة، حتى لو كان سلاماً “قبيحاً”.

وبدأ الرئيس الذي حكم الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة بين 1977 و1981، ومؤسس مركز كارتر للأبحاث، مقاله في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، بعنوان “في سوريا، سلامٌ قبيح أفضل من حرب أخرى”؛ بالحديث عن أهمية القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هيلسينكي في تموز الماضي، واتفاق الرئيسين على “إنهاء الحرب السورية وإبعاد القوات الإيرانية عن المنطقة الحدودية بين سوريا وإسرائيل”، مؤكداً على أن ترمب أوضح أنه سيقبل باستمرار الأسد في منصبه.

وأشار كارتر إلى أن تركيز واتفاق الدول الغربية والشرق الأوسط على شعار “الأسد يجب أن يرحل”، جعل من الصعب جداً البحث في أي خيارات أخرى، مضيفاً في هذا السياق أن الدعوات لتغيير النظام تراجعت بالمقارنة مع تلك الفترة، ” لكن ما تزال هناك بعض الأصوات داخل دوائر السياسة الغربية التي تطالب بانتقال السلطة بالكامل من حكومة الأسد، بينما في هذه المرحلة هناك نهج أفضل يتمثل في اختبار قدرة الحكومة السورية على الشروع في مسار جديد قادر على إنهاء الحرب”.

وطالب كارتر الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، “أن تعيد التفاعل مع حكومة الأسد بشكل متزايد، والبدء بإعادة فتح سفاراتها في سوريا، والتخلي عن هدف تغيير النظام وزيادة السقف الزمني للتحول الديمقراطي في سوريا”، وأن يبقي الغرب مطالبه للنظام للقيام بالإصلاحات “معتدلة”.

ولفت إلى أهمية مساهمة الغرب في إعادة إعمار سوريا، وإلغاء العقوبات عن النظام، “للقضاء على البطالة وإحداث إنعاش اقتصادي”، مبرراً ذلك بأن “الشباب العاطلين عن العمل الذين هم الآن في العشرينات من عمرهم، سيكونون عرضة للتجنيد من المسلحين المتطرفين، ما يعني إمكانية استئناف الحرب مرة أخرى في العقد القادم”.

وأشاد كارتر في اللقاء الذي جمع “الوفد الكردي بنظام الأسد” في تموز الماضي، معتبراً ذلك “تطورًا يمكن البناء عليه”، مؤكداً على ضرورة “تشجيع المزيد من مثل هذه المحادثات”، في حين اعتبر فصائل المعارضة في الشمال السوري بأنها “تختلف في توجهاتها بين الجماعات العلمانية والجهادية المرتبطة بالدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات المتطرفة العنيفة”.

وطالب كارتر المعارضة في الشمال السوري بـ “البحث عن الحل من خلال الحوار السياسي، لأن الاستمرار في القتال خيارٌ غير مجدٍ. كما أنه يلزم الاستعانة بتدخل دولي لتحديد مصير الأراضي التي تحتلها تركيا في شمال غرب سوريا”.

وتطرق كارتر في الحديث عن وقوع “انتهاكات فظيعة لقوانين الحرب وحقوق الإنسان في سوريا، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية”، دون تحديد المسؤول عنها، وبرأيه أن “تحديد المسؤولين عن الكارثة في سوريا سيكون جزءًا هامًا من العلاج بعد الحرب، لكن الأولوية الآن يجب أن تكون لإنهاء هذه الحرب”.

وختم الرئيس الأمريكي الأسبق مقاله بقوله “إن أي سلام، حتى لو كان سلامًا غير كامل أو قبيح، أفضل من العنف المتواصل، لأن البديل هو دولة فاشلة لعقود مقبلة في قلب الشرق الأوسط”.

ويأتي طرح الرئيس الأسبق للولايات المتحدة مناقضاً لكل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، وخاصة القرار 2254 الذي نصّ على بدء محادثات السلام، وأكد أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلاد، كما دعا لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية، ووقف أي هجمات ضد المدنيين بشكل فوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى