عربي

عون.. حلم العودة إلى “بعبدا” بعد 26 عاماً على طرده منه

يبدو أن جلسة مجلس النواب اللبناني المرتقبة التي ستحمل الرقم 46 نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري والمخصصة لاختيار رئيس جديد للبنان ستكون حاسمة ومثمرة، بخلاف الجلسات الـ45 الماضية التي فشلت في تحقيق الغرض منها، بحسب مراقبين.

فبعد أكثر من عامين على شغور كرسي الرئاسة في لبنان، بانتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في أيار/ مايو 2014 وفشل مجلس النواب في اختيار بديل له بسبب استمرار الخلافات بين الأطراف السياسية وعدم الإجماع على مرشح مسيحي يشغل المنصب الشاغر، جاء إعلان زعيم تيار المستقبل سعد الحريري أمس الخميس تأييد ترشيح العماد ميشال عون لدخول قصر بعبدا “رئيساً” خطوة متقدمة لحصول ذلك.

وبهذا التأييد انضم الحريري لكل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اللذين سبقاه وأعلنا تأييدهما ترشيح عون للرئاسة.

وتتجه كافة الأنظار بعد ترشيح عون رسمياً من قبل زعيم تيار المستقبل إلى موقف حزب الله الداعم الأول لعون، في ظل معارضة رئيس مجلس النواب، نبيه بري(سياسي شيعي بارز وزعيم حركة أمل) وحليف حزب الله أيضاً، لانتخاب عون رئيساً.

ولا شك أن يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري سيكون “مصيرياً” في طريق اختيار عون رئيساً جديداً للبنان، إلا إذا حصل طارئ قد يحول دون ذلك وهو ما يخشى حصوله في اللحظات الأخيرة.

ويعد جلوس عون على كرسي الرئاسة في لبنان “حلماً” بالنسبة لمناصريه حسب ما أعلن صهره رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل قبل أسبوع في تظاهرة حاشدة على أبواب القصر الجمهوري ببعبدا، حيث قال إن “حلمنا اليوم هو وصول العماد عون إلى القصر الجمهوري”.

**من هو ميشال عون؟

ميشال عون عسكري وسياسي لبناني، تراوحت حياته بين قيادة الجيش اللبناني ورئيس حكومة عسكرية خاضت حرب “التحرير” ضد “القوات السورية” عام 1989 وانسحب نتيجتها إلى السفارة الفرنسية ومنها إلى باريس. ثم عاد إلى بلاده عام 2005 ليترأس أكبر كتلة نيابية مسيحية في مجلس النواب ويصبح أحد أبرز الداعمين لحزب الله بعد توقيعه وثيقة تفاهم مع الأخير عام 2006.

ولد ميشال نعيم عون يوم 18 فبراير/ شباط 1935 في حارة حريك بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

التحق عون بالمدرسة الحربية عام 1955 حيث تخرج عام 1958 ضابطا اختصاص مدفعية، وشارك في دورة تطبيقية على المدفعية في فرنسا خلال عامي 1958-1959، كما تلقى دورة متقدمة في الاختصاص نفسه بالولايات المتحدة الأميركية.

ابتعث عون في يوليو/ تموز 1978 لمتابعة دورة أركان في مدرسة الحرب العليا بباريس، وعاد منها في يوليو/تموز 1980.

خدم ميشال عون إبان حرب 1967 بين العرب وإسرائيل على الحدود الجنوبية ضمن فوج المدفعية الثالث المتمركز في بلدة الخريبة جنوب لبنان.

كان عون أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982 قائدا للواء الثامن المدافع عن قصر رئاسة الجمهورية في بعبدا شرق مدينة بيروت. وفي سنة 1984 عين قائدا للجيش اللبناني.

دخل عون في مواجهات دامية مع الجيش السوري في لبنان ثم مع قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع.

** حلم عودة بعد إقصاء

استلم ميشال عون خلال الحرب الأهلية في لبنان عام 1988 رئاسة مجلس الوزراء من الرئيس أمين الجميّل بعد تعذر انتخاب رئيس جمهورية جديد يخلف الرئيس الجميّل حيث كان العماد عون في حينه قائدا للجيش اللبناني ثم استلم السلطة وشكل حكومة عسكرية في مواجهة حكومة مدنية أخرى يرأسها سليم الحص وبذلك أصبح للبنان حكومتان.

لم يتنازل عون عن رئاسة الحكومة الانتقالية رغم التوقيع على وثيقة الوفاق الوطني(اتفاق الطائف) عام 1989، وتنصيب إلياس الهراوي رئيسا للبنان.

قام الجيش اللبناني بقيادة العماد إميل لحود (الذي أصبح رئيسا للجمهورية في العام 1998) -وبمؤازرة من الجيش السوري- بقصف قصر بعبدا، فأرغم عون على الخروج من القصر بخطة أمنية فرنسية أشرف عليها السفير الفرنسي في بيروت.

وبعد معارك ضارية، تم إقصاء الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا الرئاسي في 13 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1990 بعملية لبنانية-سورية مشتركة حيث اضطر للجوء إلى السفارة الفرنسية وتوجه من بعدها إلى باريس في منفاه.

**من المنفى إلى الواجهة

وبعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في شباط/ فبراير 2005(اغتيل بتفجير استهدف موكبه ببيروت) عاد عون في آب/ أغسطس من العام نفسه من منفاه في باريس التي قضى فيها 15 عاماً تقريباً، وأسس حزب التيار الوطني الحر في أيلول من العام نفسه.

عند عودته إلى لبنان استقبله ما يقارب من 500 ألف لبناني في ساحة الشهداء وسط بيروت، وقد خاض العماد عون الانتخابات النيابية سنة 2005 أي بعد عودته بفترة قصيرة ودخل البرلمان اللبناني بكتلة نيابية مؤلفة من 21 نائباً.

بهذه الفترة تم تكليف فؤاد السنيورة(من تيار المستقبل) تأليف حكومة وحدة وطنية، رفض عون الدخول بها لأسباب متعددة، ورغم زيارة سعد الحريري له لم يقتنع بدخول الحكومة، فتم تأليفها بدون دخول “التيار العوني”.

بعد ذلك وقّع في 6 فبراير/شباط 2006 وثيقة تفاهم مع حزب الله فدخل بقوة في الاستقطاب الثنائي بين كتلتي الموالاة والمعارضة(8 و14 آذار)، ومنذ ذلك الحين يعد التيار الوطني الحر أبرز القوى المشكلة لفريق 8 آذار(حزب الله وحلفاؤه).

وبعد خوض عون وحزبه حملة ضد المحكمة الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري تحسنت علاقته بسوريا بعد سنوات من العداء السياسي، وزارها فالتقى رئيس النظام بشار الأسد في 3 ديسمبر/ كانون الأول 2008.

وفي العام 2009 تمكنت كتلة “التغيير والإصلاح” النيابية بزعامة عون من تحقيق نتائج جيدة حيث حصدت 27 مقعداً(من أصل 128) في الانتخابات البرلمانية.

رشح عون عام 2016 لرئاسة لبنان بعد أكثر من عامين على انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان وفشل الفرقاء اللبنانيين في اختيار رئيس جديد خلفاً له حتى اليوم.

وعون متزوج من ناديا الشامي من بلدة زحلة شرقي لبنان ولهما ثلاث بنات هن: ميراي متزوجة من روي الهاشم، كلودين متزوجة من العميد في الجيش اللبناني شامل روكز، وشانتال متزوجة من وزير الخارجية جبران باسيل.
وطن إف إم/ اسطنبول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى