كشف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن انتشار الفكر الوهابي في بلاده يعود إلى فترة الحرب الباردة عندما طلبت دول حليفة من السعودية استخدام أموالها لمنع تقدم الاتحاد السوفييتي في دول العالم الإسلامي.
وأوضح بن سلمان، في لقاء مع محرري الصحيفة الأمريكية، لدى سؤاله عن الدور السعودي في نشر “الوهابية”، التي يتهمها البعض بأنها مصدر للإرهاب العالمي، أن الاستثمار السعودي في المدارس والمساجد حول العالم مرتبط بفترة الحرب الباردة عندما طلبت الدول الحليفة من بلاده استخدام مالها لمنع تقدم الاتحاد السوفييتي في العالم الإسلامي. وأضاف أن الحكومات السعودية المتعاقبة “فقدت المسار والآن نريد العودة إلى الطريق”. وأوضح قائلا إن التمويل الآن يأتي من مؤسسات سعودية وليس من الحكومة.
وتزامنت تصريحات بن سلمان مع إعلان وزارة التعليم السعودية إعادة صياغة مناهجها التعليمية بشكل يضمن صورة أكثر اعتدالا للإسلام وهو أحد الوعود التي قطعها ولي العهد السعودي في إطار خطط تحديث بلاده المحافظة.
وزعم بن سلمان خلال المقابلة أنه بذل جهدا كبيرا لإقناع المؤسسة الدينية في السعودية بأن القيود المفروضة على المرأة ليست جزءا من التعاليم الإسلامية. وقال “أعتقد أن الإسلام عقلاني وبسيط ولكن البعض يحاول اختطافه”، مضيفا أن الحوارات مع المؤسسة الدينية كانت طويلة ولهذا السبب “يزيد حلفاؤنا داخل المؤسسة يوما بعد يوم”.
ويسلط الإعلام الأمريكي الضوء في الفترة الأخيرة على بن سلمان الذي يقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة تستمر ثلاثة أسابيع، تشمل عددا من المدن بينها بوسطن ونيويورك ولوس أنجليس. ورغم تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أهمية الصفقات العسكرية إلا أن بن سلمان شدد أيضا على أهمية الاستثمار الذي يبحث عنه والحصول على ثقة المستثمرين الأمريكيين خاصة في قطاع التكنولوجيا والتعليم.
وطن اف ام / صحف