بعد انتهاء الانتخابات النيابية في لبنان وإعلان النتائج الرسمية بعد 9 سنوات على تعطل هذا الاستحقاق ينتظر اللبنانيون انتخاب رئيس البرلمان ونائبه.
حيث يكون انتخاب رئيس البرلمان (شيعي)، ونائب رئيسه (مسيحي أرثوذكسي)، وفقا لاتفاق الطائف عام 1989.
ويترقب الجميع كيف ستكون التوازنات في المجلس النيابي الجديد (البرلمان)، بعد ما أفرزته الانتخابات الأخيرة من نتائج.
أما بالنسبة إلى رئاسة البرلمان، فيتوقع الجميع احتفاظ رئيس البرلمان الحالي نبيه بري بالمنصب الذي يشغله منذ عام 1992، كما يرأس الرجل حركة “أمل” الشيعية حليف “حزب الله” الشيعي المدعوم إيرانيا.
ومن غير المتوقع أن ينافس أحد “بري” على الرئاسة، لأنها عائدة إلى الطائفة الشيعية، وقد نجح “حزب الله” و”أمل” بحصد 30 مقعدا شيعيا.
وتحتدم المعركة على مركز نائب رئيس مجلس النواب الذي يعود إلى طائفة الروم الأرثوذكس، فيما تدخل التوازنات الجديدة في حسابات انتخاب ذلك المنصب.
ومنذ عام 2005، كان يشغل منصب نائب رئيس المجلس فريد مكاري، الذي رشحه تيار “المستقبل” بزعامة رئيس الحكومة الحالية سعد الحريري.
ويتوقع المراقبون أن يرشح “التيار الوطني الحر” المسيحي، الداعم لرئيس الجمهورية ميشال عون، إحدى الشخصيات الأرثوذكسية.
وسيكون هناك مرشح أرثوذكسي آخر، خصوصا بعدما حقق حزب “القوات” المسيحي بزعامة سمير جعجع، فوزا كبيرا في الدوائر المسيحية ونال كتلة من 16 نائبا.
وفي حال سمى “التيار الوطني الحر” مرشحا، فإنه سيحظى بدعم 26 نائبا من كتلته، يضاف إليهم 21 نائبا من تيار “المستقبل” ليصبح العدد المؤيد له 47 نائبا.
فيما ينتظر المراقبون موقف “حزب الله” الذي يملك 14 نائبا، لكنه غير كاف للفوز في البرلمان الذي يبلغ مجموع أعضائه 128 نائبا.
وتتميز العلاقة بين تكتل بري (17 نائبا) و”التيار الوطني الحر”، بالحدية وعدم الانسجام.
وينتظر اللبنانيون ما إذا كان بري سيرشح أو يدعم إحدى الشخصيات الأرثوذكسية المستقلة أو الحزبية لنيابة رئاسة البرلمان.
وفي حال اتفاق كل من بري و”القوات” و”اللقاء الديمقراطي” الذي يقوده الزعيم الدرزي وليد جنبلاط (8 نواب)، فإنهم قادرون على حصد 41 نائبا داخل البرلمان.
وإذا كان المرشح لنيابة رئاسة البرلمان من حزب “القوات”، فإن الأنظار تتوجه إلى حزب الكتائب المسيحي (3 نواب)، وما إذا كان سيؤيد مرشح “القوات” أو أي شخصية مستقلة.
ومن المتوقع ألا يؤيد تيار “المردة” المسيحي (يمتلك مقعدين) برئاسة النائب سليمان فرنجية، مرشح “التيار الوطني الحر” بسبب الخصومة السياسية بينهما.
ويبقى هناك 17 نائبا يميل أغلبهم إلى “حزب الله”، بانتظار حسم موقفهم.
وبالتالي فإن موقفي تيار “المستقبل” و”حزب الله” حاسمان في تحديد هوية نائب رئيس البرلمان المسيحي.
وفي المقابل، فإن موقفي “القوات” وبري، يحددان ما إذا كانت الأمور تتجه إلى معركة مبكرة في المجلس، أو سيحصل توافق على هذا المركز.
وتعتبر الطائفة الأرثوذكسية الطائفة الرابعة من حيث العدد في لبنان بعد الموارنة والسنة والشيعة.
لكن نائب رئيس البرلمان لا يحظى بصلاحيات تذكر، وهو أقرب إلى المنصب الشرفي.
ويترأس النائب الأكبر سنا جلسة انتخاب رئيس البرلمان ونائبه، وهو النائب عن المتن (جبل لبنان) ميشال المر (86 عاما).
وطن اف ام / وكالات