أكد وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن هناك حملة إعلامية تستهدف بلاده وأنهم سيتصدون لها.
جاء هذا في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس في مقر وزارة الخارجية القطرية بالعاصمة الدوحة، وتعرّض فيه للهجوم الإلكتروني الذي استهدف وكالة الأنباء القطرية أمس الأول الثلاثاء وتم نشر خلاله تصريحات “كاذبة” منسوبة لأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ونفى آل ثاني أن تكون إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مارست ضغطا على قطر للنأي عن جماعة “الإخوان المسلمين”، مشيرا إلى أن هذا الموضوع لم يثار في أي من اللقاءات القطرية الأمريكية. وقال إنه لا دليل أن هناك علاقة بين قطر والإخوان المسلمين.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هنالك أزمة بين قطر ودول الخليج، قال آل ثاني “قطر أبقت دائما على علاقات ودية وقوية وأخوية مع دول الخليج.. إننا نؤمن أن مصيرنا واحد ونتأثر كلنا بالأزمات التي تحيط بمنطقتنا”. وأردف ” كنا في الرياض قبل يومين من الهجوم الإلكتروني وكانت نقاشاتنا إيجابية بشأن علاقاتنا كدول للخليج، وإذا كان هناك شيء آخر فنحن لسنا على علم به”. وأضاف الوزير: “قطر دائما تفضّل الإبقاء على علاقات قوية وأخوية مع دول الخليج، وخاصة بوجود الأزمات الاقليمية، فمن المهم أن نبقى موحدين، وأن نتغلب على المشاكل الصغيرة الثنائية”.
وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كانت قطر أجرت اتصالات لتوضيح موقفها من التصريحات الملفقة التي تم بثها وقت اختراق الوكالة، قال وزير الخارجية: “الموضوع كان هجوم إلكتروني على وكالة الأنباء القطرية وصدر توضيح من الوكالة ومن وزارة الخارجية”. وأردف: “اتصالاتنا مع أشقائنا في مجلس التعاون الخليجي مستمرة ولكن بشأن هذا الحدث لم يحدث أي اتصالات، لأن هناك قناة واضحة ووسيلة واضحة تبين ما حدث.. وما تم تدواله في وسائل الإعلام هذا شأن يخصها ولم يأتنا من قبل أي جهة رسمية”.
وحول جديد التحقيقات في اختراق وكالة الأنباء، قال وزير الخارجية القطري: “هذه جريمة إلكترونية.. هناك هجوم إلكتروني تم على موقع وكالة الأنباء القطرية وبث تصريحات كاذبة لأمير البلاد.. تصريحات لم يقلها”.
وبين أنه “تم تشكيل فريق تحقيق في هذه الجريمة سيقوم بتحقيق جنائي للوصول إلى مرتكبيها، وسيتم تقديمهم للقضاء، وسنعلن عن نتائج التحقيق بكل شفافية”.
وفي تعليقه على استمرار وسائل إعلام بتبني التصريحات الكاذبة رغم نفيها، قال وزير خارجية قطر: “نستغرب تعامل وسائل الإعلام مع أخبار كاذبة وشن حملة مسيئة ضد قطر رغم صدور بيانات نفي واضحة من وكالة الأنباء القطرية”.
واعتبر أن “ما يتم في هذه الوسائل يعكس مهنيتها، وما لمسناه من الرأي العام الخليجي أن هناك وعيا كاملا يرتقي أكثر بكثير من المستوى الذي نزلت إليه هذه الوسائل”. وفي تعليقه على الحملة التي تستهدف قطر، قال آل ثاني هناك “حملة هجوم على دولة قطر وخصوصا في الولايات المتحدة”.
وتابع: “فؤجئنا في الخمسة أسابيع السابقة أن هناك 13 مقال رأي كتب من كتاب مختلفين في الولايات المتحدة(ضد قطر)، وفي يوم الهجوم الالكتروني على وكالة الأنباء القطرية كان هناك مؤتمر يتحدث عن الدولة ولم ندعى له، ومن دعي للمؤتمر جميع كتاب مقالات الرأي الذين كتبوا هذه المقالات ضد قطر”.
واستدرك “المؤتمر وقع في نفس يوم الهجوم، هذا الأمر صدفة؟، لا نعلم حتى الآن، الجريمة جاري التحقيق فيها ولا نستعجل في التحقيق، ولكن واضح أن هناك حملة إعلامية تستهدف دولة قطر وسنتصدى لها”.
وفي رده على سؤال ما إذا كان الهجوم الإلكتروني على الوكالة حدث من داخل أو خارج البلاد، وما إذا كان وقع من دولة خليجية، قال وزير خارجية قطر: “ليس لدينا أدلة على منشأ الهجوم ولكن عند حصولنا على أدلة كافية سنقدمها للقضاء (…) وسيتم مقاضاة المرتكبين وفق القانون”.
أما بخصوص رده على سؤال ما إذا كانت إدارة ترامب مارست ضغوطا على قطر لتنأى بنفسها عن الإخوان المسلمين ومجموعات أخرى، قال آل ثاني: “العلاقة بين قطر والولايات المتحدة قوية دائما واستراتيجة، وعقدت لقاءات بين أمير البلاد وترامب في الرياض مؤخرا بشأن هذه العلاقة”.
وتابع: “وبالنسبة للنأي بأنفسنا عن الإخوان المسلمين أو أي مجموعات إسلامية أخرى هذا الموضوع لم يتم إثارته في أي من اللقاءات او الاجتماعات لأنه ليس هناك اي دليل يشير إلى أن قطر لها علاقة مع الإخوان المسلمين”. وأردف: “هذا الأمر يتم تداوله في الإعلام ونحن وضحنا مرارا وتكرارا أن قطر لا تتعامل مع حزب سياسي وإنما تتعامل مع حكومات، إذا كان الإخوان في الحكومة في تونس أو مصر كما حدث في السابق كنا نتعامل معها”.
وفي رده على سؤال بشأن بقاء أو نقل قاعدة العديد الأمريكية في قطر كما يتردد في وسائل إعلام، قال وزير خارجية قطر: هناك اتفاقية بشأن قاعدة العديد، وإذا كان شيء سيحدث للقاعدة سيتم التعامل معه وفقها، ولكن علاقتنا مع أمريكا قوية”. وقال: “وترامب تحدث(خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض قبل أيام) عن قطر كشريك استراتيجي في مكافحة الارهاب”.
وطن اف ام / الأناضول