دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت، الولايات المتحدة الأمريكية إلى تسليم “فتح الله غولن” زعيم منظمة الكيان الموازي الإرهابية، المتهم بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقال أردوغان، خلال كلمة وجهها لمواطنين، تجمعوا بحي أوسكودار، بالجزء الآسيوي من إسطنبول “أدعو الولايات المتحدة ورئيسها من هنا، وأقول له: إما أن ترّحلوا أو تسلموا هذا الشخص المقيم في بنسيلفانيا (في إشارة إلى فتح الله غولن)”.
وأضاف مخاطباً الإدارة الأمريكية “كنت قد أخبرتكم بأن هؤلاء (الكيان الموازي) يحاولون الانقلاب، لكنكم لم تنصتوا، وبعد هذه المحاولة الانقلابية أدعوكم مجددا، وأقول سلّموا هذا الشخص إلى تركيا”، مشيرا أن بلاده عانت كثيرا من الكيان الموازي منذ 40 عاما.
وأردف “إذا كنا شركاء استراتيجيين، وإذا كنا شركاء نموذجيين، إذًا استجيبوا لطلب شريككم، لأننا سلمناكم إرهابيين طلبتموهم منا، والآن سلمونا هذا الشخص الموجود على قائمة الإرهاب”.
وأوضح أردوغان أن محاولة الانقلاب الفاشلة، نفذتها أقلية داخل القوات المسلحة، تشكل ورما خبيثا في صفوفها والعمل جار على استئصالها”، مقدما شكره للقضاء وقوات الأمن التركيين لإصدار وتنفيذ أوامر اعتقال المتورطين بمحاولة الانقلاب الفاشلة.
وأشار إلى “وجود شهداء من الشرطة والمدنيين، بينهم رفاق دربنا”، وفقاً لتعبيره، خلال عمليات إفشال الانقلاب (لم يحدد عددهم)، إضافة إلى أكثر من ألف جريح.
وعقب ترديد المواطنين شعارات مطالبة بإعادة حكم الإعدام إلى البلاد، قال أردوغان “لا شك أن تقييم ومناقشة وبحث كل طلب في الدول الديمقراطية هو حق يتم بحثه تحت قبة البرلمان، ولا داعي لأخذ تصاريح من أي جهة لأجل ذلك”.
وتطرق أردوغان إلى استهداف عناصر الكيان الموازي لمبنى البرلمان بالقنابل أمس، “الذي ناضل خلال حرب الاستقلال”، حيث قال “يعتقد هذا الكيان أن عمل البرلمان سيتوقف عقب قصفه، والبرلمان اجتمع اليوم وأصدرت الأحزاب السياسية داخل البرلمان بيانا مشتركا”، مشيرا إلى “حاجة البلاد دائما للوحدة والتكاتف والتضامن”.
ولفت إلى أن “خروج المواطنين إلى الميادين منذ اللحظات الأولى قلب كل شيء رأسا على عقب، داعيا المواطنين للاستمرار في التظاهر، طوال الأسبوع”.
ونوه أردوغان إلى توقيف جنرالات في الجيش ضمن العمليات التي تستهدف الانقلابيين، مضيفا “قد تكون هناك قوى خارجية تسعى للإيقاع بين الجيش والشعب، وقد تكون هناك قوى داعمة لها في الداخل، احذروا أن تقعوا في فخ هذه اللعبة، ففي نهاية المطاف، هذا الجيش جيشنا وليس جيشا للكيان الموازي”.
وأفاد أردوغان أن آلاف من منتسبي القضاء، و5 من أعضاء الهيئة العليا للقضاة والمدعين العامين و2 من أعضاء المحكة الدستورية، جرى توقيفهم عن العمل.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء أمس، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ”منظمة الكيان الموازي” الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
وطن إف إم / اسطنبول