قال نائب وزير الخارجية الأمريكي، توني بلينكن، اليوم الخميس، إن بلاده حرصت على “عدم دخول” فصائل “الحشد الشعبي” أو قوات البيشمركة (جيش الإقليم الكردي في العراق) إلى مدينة الموصل بمحافظة نينوى (شمال) خلال عملية تحريرها، مشيرا في سياق آخر إلى أن الرئيس باراك أوباما وجه بوضع خيارات لإحراز تقدم في إنهاء الحرب بسوريا.
وأضاف خلال جلسة استجوابه من قبل لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي (احدى غرفتي الكونغرس) اليوم: “ستكون القوات الأمنية العراقية هي أساس القوة التي تحرر الموصل، مدعومة بالتحالف وبإسناد من البيشمركة”، دون أن يوضح كيف ستقود الأخيرة بتقديم الإسناد خلال معركة الموصل دون الدخول إليها.
واعتبر بلينكن عملية الموصل “تتويجا” لحملة محاربة “داعش” في العراق، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل على تدريب وتسليح 15 ألفا من أبناء العشائر (السنية) لتسلم مهام المدينة بعد تطهيرها من “داعش”.
وشدد على أن فصائل الحشد الشعبي والبيشمركة الكردية لن تدخل مدينة الموصل، مضيفا: “شاهدنا العمليات الانتقامية التي ارتكبتها قوات الحشد الشعبي ولذلك حرصنا على ألا تدخل قوات الحشد الشعبي ونفس الشيء بالنسبة للبيشمركة (إلى الموصل سواء قبل أو أثناء أو بعد تحريرها)”.
ولفت إلى وجود “عناصر عشائرية يتم تدريبها وتسليحها وضمها (إلى العمليات) بهدف الحصول على 15 ألف منهم ليكون غالبيتهم القوة التي تدير المدينة (الموصل) حال تحريرها”، دون مزيد من التفاصيل عن عمليات التدريب هذه.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن رئيسا الحكومة العراقية، حيدر العبادي، والإقليم الكردي بالعراق، مسعود بارزاني، في مؤتمر صحفي ببغداد، الاتفاق على الخطة العسكرية الخاصة بالعملية المرتقبة لتحرير الموصل، دون إعلان فحوى تلك الخطة.
ولم يتطرق المسؤولان خلال المؤتمر إلى ما إذا كان تم التوصل إلى صيغة معينة من أجل إدارة المناطق المحررة ما بعد القضاء على “داعش” بالموصل، لا سيما أن تقدم البيشمركة في سهل محافظة نينوى مؤخرًا أثار مخاوف الحكومة المركزية.
كما يواجه “الحشد الشعبي” (قوات شيعية موالية للحكومة)، انتقادات من سياسيين وسكان محليين بارتكاب “انتهاكات” بحق المدنيين السنة في المناطق التي يجري استعادتها من “داعش”، وهو ما يثير تخوفات من مشاركتهم في تحرير الموصل أو استمرارهم فيها بعد التحرير.
وعلى صعيد سوريا، قال بلينكن إن بلاده تواصل العمل مع تركيا في من أجل تحرير مدينة الرقة (معقل داعش بسوريا)، معترفاً في الوقت نفس بأن دعم الولايات المتحدة لقوات “ي ب ك”، “يسبب بعض التوتر”.
إلا أن بلينكن أوضح أن تعاون واشنطن مع التنظيم (ي ب ك)، “قد أسفر عن استعادة منبج وهي نقطة حيوية لتنقل داعش من وإلى سوريا ومن وإلى تركيا”.
وشدد على ضرورة “العمل مع الأطراف الفاعلة على الأرض في سوريا، وهذا هو ما فعلناه وهو ما سنواصل فعله، لكننا بحاجة إلى عمله بطريقة تحترم مخاوف ومصالح حلفائنا الأتراك”.
وفي معرض شهادته عن الدور الروسي في سوريا، وصف بلينكن، روسيا بأنها “تراجعت” عن تعهداتها بكبح جماح قوات النظام واعتبرها “تتحمل مسؤولية كبيرة جداً في فشل هذه الجهود”.
ولفت “بلينكن”، إلى أنه “بتوجيه من الرئيس أوباما، نعمل بحيوية على وضع خيارات أخرى بنظر الاعتبار من أجل تحقيق تقدم في إنهاء الحرب الأهلية والبدء بتحول سياسي في سوريا”.
وطن إف إم / اسطنبول