حلبدولي

الجزائر: دعوات لنجدة حلب يقابلها صمت رسمي

تعالت في الجزائر خلال الأيام الماضية دعوات من أحزاب إسلامية وأكبر تجمع لعلماء الجزائر من أجل تحرك السلطات دبلوماسيا لوقف ما أسمتها “مجازر” حلب وسط صمت من الحكومة بشأن هذه المطالب حيث ترى أن الامر يتعلق بعودة سيطرة “الدولة” السورية على إحدى مدنها.

والسبت جاء في بيان لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين: “نهيب بالقيادة السياسية الجزائرية صاحبة الخبرة الفعالة لاحتضان قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي، إذ لا مجال للحياد أمام الجرائم البشعة المرتكبة، والتهجير القسري في حلب، وندعوها لإقامة جسر إغاثي عاجل”.

ويوم الجمعة نظمت حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في الجزائر) وقفة تضامنية مع سكان حلب قال خلالها أحمد ابراهيمي، مسؤول ملف فلسطين والقضايا العادلة في المكتب التنفيذي للحزب “نطالب الدولة الجزائرية التي قامت على مبدأ الدفاع عن المظلومين أن تضغط دبلوماسيا على نظام الأسد لكي تحقن دماء أهل حلب لأن ما يحدث هو مجازر خطيرة”.

والأربعاء الماضي دعا أكبر تكتل نيابي إسلامي بالبرلمان الجزائري إلى التحرك الدبلوماسي الفوري لدى النظام لإيقاف ما وصفها بـ”الفظائع المروعة” التي يرتكبها في حلب.

وجاء ذلك في بيان لتكتل “الجزائر الخضراء” الإسلامي المعارض والذي يضم نواب ثلاثة أحزاب إسلامية في البلاد هي حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني.

ودعا البيان “البرلمان والحكومة الجزائرية إلى تحمّل مسؤوليتها وتفعيل ديبلوماسيتها، والتدخّل الفوري لدى النّظام لإيقاف هذه الحرب، وما يترتّب عنها من فظائع مروّعة، والدّفع باتجاه الحلول السّياسية والسّلمية للأزمة”.

واعتبر أن “ما يحدث في حلب من مجازر وتدمير واغتصاب وانتهاكٍ لحقوق الإنسان يرقى إلى مستوى جرائم الحرب وأكبر الجرائم ضدّ الإنسانية، وتتحمّل الأمم المتحدة ومجلس الأمن مسؤولية إطالة الأزمة، وعدم تفعيل الآليات الدولية للحفاظ على السّلام والاستقرار العالمي”.

ولم ترد السلطات بصفة رسمية على هذه الدعوات والتزمت الصمت بشأنها.

وتعد الجزائر من الدول العربية التي تحافظ على علاقات رسمية مع نظام الأسد، وسُجل خلال الأشهر الأخيرة تبادل للزيارات بين الجانبين.

وفي كل مرة، يدعو المسؤولون الجزائريون إلى حل سياسي للأزمة دون تدخل خارجي.‎

وعلق وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لأول مرة على أحداث مدينة حلب على هامش مشاركته في ملتقى حول السلم بإفريقيا بمدينة وهران غربي البلاد.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن لعمامرة قوله “أن ما حدث في حلب هو أن ما وصفها بالدولة السورية استطاعت أن تسترجع “سيادتها وسيطرتها” على المدينة”.

وتابع “أن هناك أشخاص (دون أن يذكرهم) كانوا يحلمون بانتصار “الإرهاب” في حلب وفي أماكن أخرى” وذلك تعليقا على مقال رأي لمسؤول أوروبي نشرته صحيفة بلجيكية منذ أيام يتحدث عن وجود تهديد إرهابي بالجزائر.

ورغم أن تصريح لعمامرة يعد إشارة إلى رفض بلاده التدخل في النزاع بدعوى أن الأمر يتعلق بسيادة الدولة السورية لكن عادة ما يردد المسؤولون الجزائريون أن تحركاتهم الدبلوماسية بشأن أزمات المنطقة لا تتوقف وتتم بعيدا عن الأنظار.

ومطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي نقلت صحيفة المساء الحكومية عن سفير الجزائر لدى دمشق صالح بوشة تأكيده أن “الجزائر تقف إلى جانب سوريا في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله”.

وأوضح خلال حفل نظم بمقر السفارة بمناسبة ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية (1 نوفمبر/ تشرين الثاني 1954) وحضره ووزراء من حكومة الأسد “أنه من واجب الجميع دعم الجهود المبذولة لإنهاء “الأزمة” في سورية التي تضرب أمنها واستقرارها”.

وطن إف إم/ اسطنبول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى