وصلت في ساعة متأخرة من مساء الأحد 5 حافلات تقل نحو 400 مدني بينهم مصابون من أحياء حلب المحاصرة إلى ريفها الغربي الخاضع لسيطرة المعارضة بعد ساعات من الانتظار على حاجز الراموسة التابع للنظام جنوبي غربي المدينة.
ومن المنتظر أن يستمر وصول الحافلات تزامناً مع عملية إخلاء للمئات من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين شمالي البلاد المحاصرتين من قبل فصائل المعارضة السورية والتي يرجح أن تبدأ لاحقا.
وأفادت مصادر في المعارضة لوكالة الأناضول أن عملية الإخلاء بدأت مجدداً الليلة بعد توقفها إثر قيام عناصر من المجموعات الأجنبية الإرهابية الموالية للنظام أمس بإيقاف أحد القوافل في الطريق إلى مناطق المعارضة غرب حلب وقتل عدد من الذين تم إخلائهم، ومن ثم إعادة القافلة إلى الأحياء المحاصرة.
وأشارت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها أن المجموعات الإرهابية اشترطت إخراج الآلاف من الفوعة وكفريا للسماح باتمام عملية إخلاء المحاصرين في حلب.
وأوضحت أن مفاوضات جرت السبت بين المجموعات الإرهابية الموالية للنظام والمعارضة السورية، برعاية تركية روسية، أفضت إلى التوصل إلى اتفاق ينص على إخلاء سكان حلب المحاصرين مقابل إخلاء 4 آلاف من سكان كفريا والفوعة من الأطفال والمرضى والجرحى.
كما سيتم بحسب الاتفاق إخراج ألف و500 شخص من مدينة الزبداني وبلدة مضايا غرب العاصمة دمشق والتي تحاصرهما المجموعات الإرهابية الموالية للنظام.
ولفتت المصادر إلى أنه بحسب الاتفاق سيتم إخلاء 20 ألفا من سكان حلب المحاصرة اليوم الاثنين، فيما سيستكمل إخلاء جميع من تبقى في المدينة غداً الثلاثاء، بالمقابل سيتم إخلاء 4000 شخص من الفوعة وكفريا خلال 3 أيام (اعتبارا من الأحد 18 ديسمبر).
أما الزبداني ومضايا فستجري فيهما عملية الإخلاء غدا الثلاثاء الذي يصادف اليوم الأخير لإخلاء العدد المتفق عليه من الفوعة وكفريا.
ويسيطر عناصر من حزب الله اللبناني ومن الحرس الثوري الإيراني على بلدتي الفوعة وكفريا التي يقطنهما نحو 15 ألف شخص.
ورغم حصار المعارضة للبلدتين إلا أن نظام الأسد يرسل المساعدات لسكانهما جواً بشكل مكثف.
وكان الجنرال الإيراني سيد جواد، طالب عدة مرات عبر الروس بفك الحصار عن الفوعة وكفريا، إلا أن المعارضة رفضت تلك المطالب، مؤكدين أن سكان البلدتين يتلقون مساعدات كافية، وأن وضعهم لا يُقاس مع وضع سكان أحياء شرق حلب المحاصرة من قبل قوات النظام.
وتفرض قوات النظام حصارًا على 18 منطقة مؤيدة للمعارضة التي تقول أنها لو فكت الحصار عن الفوعة وكفريا فإن الأولى “سترتكب مجازر بحق سكان المناطق المعارضة”.
وكالات/ وطن إف إم