دولي

الأسد لن يرحل .. المجتمع الدولي يغير أولوياته في سوريا

في الوقت الذي تبذل فيه المعارضة السورية وقتها باجتماعات تشكيل وفد موحد يمثلها في مفاوضات جنيف المقبلة، تتسارع وتيرة التصريحات الغربية والعربية الرامية إلى تعويم الأسد والتطبيع معه كممثل شرعي للسوريين.

وتقول صحيفة التايمز البريطانية، إن الحلفاء الغربيين أبلغوا زعماء المعارضة أنه ليس أمامهم سوى قبول وجود الأسد في دمشق، وليس هناك مجال للتمسك بضرورة تنحيه قبل خوض مفاوضات حول مستقبل سوريا، مشيرة إلى التغيير الجذري في موقف بريطانيا حيال بقاء الأسد في الحكم، وأنها قد تقبل مشاركته بانتخابات مقبلة.

وفي تصريح مفاجئ، يقول وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إن الأولوية، في سوريا هي الحرب ضد تنظيم “داعش”، مؤكدا أن باريس لا تطرح رحيل بشار الأسد شرطا مسبقا.

ويرى محللون سياسيون أن تغير موقف الغرب من بقاء الأسد يأتي في ظل أنباء عن توافق دولي حول تسوية سياسية في سوريا، الأمر الذي توقعه المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، بأن تشرين الأول المقبل سيكون شهرًا حاسمًا في القضية السورية.

أيضا تحركات عربية في إطار التطبيع مع الأسد، حيث قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، إن وقف إطلاق النار في الجنوب السوري لا زال صامدا، لافتا أن استدامة الاستقرار هناك يمهد لعودة فتح المعابر بين الأردن ونظام الأسد.

كما أن مصر التي يرأسها عبدالفتاح السيسي، بدأت بإعادة العلاقات مع الأسد، بمباركة سعودية، حيث شاركت في معرض دمشق الدولي الذي أقامه الأسد، الأسبوع الفائت، من خلال شركات ورجال أعمال، إلى جانب وفد من الفنانين، ذهب إلى دمشق بزيارة رسمية.

وحول الموقف التركي، فلم تكن هناك إشارات واضحة إلى التطبيع مع نظام الأسد، لكن أولويات المرحلة تغيرت بالنسبة لها، فأصبح شغلها الشاغل محاربة الميليشيات الكردية على حدودها، حتى أن علاقتها بالولايات المتحدة دخلت في حالة توتر لن الأخيرة تمد ميليشيا قسد بالأسلحة والذخيرة، والتدريب العسكري، لتتقارب تركيا مع روسيا وإيران، حيث وقعت الدول الثلاثة على اتفاق تخفيف التصعيد، الداعي لوقف إطلاق النار في سوريا.

وعلى صعيد الفصائل العسكرية، فقد شهدت الجبهات في أنحاء سوريا هدوءا شبه تام، بسبب اتفاق تخفيف التصعيد من جهة، وبسبب مساع دولية لتقويض نفوذ الفصائل وتوجيهها لقتال داعش بالدرجة الأولى.

إعادة التطبيع مع الأسد، لم يكن بجهود نظامه، إنما يعود الفضل لروسيا الداعم الأكبر للأسد، حيث اتبعت تكتيكا، يعتمد على تحويل المفاوضات من التفاوض بين المعارضة والنظام، إلى مفاوضات بين مكونات المعارضة نفسها، بعد أن اختلقت منصات لا تتبنى ثوابت الثورة السورية، لتتمكن عبر ذلك من تغيير المزاج الدولي المطالب برحيل الأسد إلى وضع جديد تحولت فيه الدول التي كانت بالأمس لا تتخلى عن مطلب رحيل الأسد إلى رسل للروس تطالب المعارضة بإعادة هيكلة نفسها بما يتوافق مع الوضع الدولي الجديد.

وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى