نشرت الصحيفة الشرق الأوسط السعودية مقالاً للسفير الأميركي السابق لدى سوريا والجزائر والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن بعنوان “لن يتدخل أحد لإنقاذ الغوطة”.
قال فيه فورد: إن لا أحد سيتدخل لإنقاذ الغوطة الشرقية من التصعيد العسكري الأخير من قبل قوات الأسد.
وأضاف فورد، أن روسيا والصين ترغبان بتعزيز بقاء الأسد ونظامه لا إضعافه، فيما لاترغب كل من الدولتين بممارسة الأمم المتحدة بممارسة ضغوط على الأخير مؤكداً أن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب لن يخوضا حرباً في مواجهة روسيا حول مصير نظام الأسد.
وأعرب فورد عن دهشته إزاء عدم استخدام روسيا أوالصين حق النقض “الفيتو” خلال تمرير مجلس الأمن الدولي “17” قراراً تدعو جميعها لوقف إطلاق النار في سوريا وإقرار تسويات سياسية وضرورة سرعة توفير المساعدات الإنسانية، واحترام المستشفيات والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية.
وأكد فورد أن نظام الأسد انتهك جميع القرارات الدولية وتجاهل المطالب المتعلقة بوقف إطلاق النار، فضلاً عن استمراره باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين واستهداف العاملين في مجال الإغاثة ومحاصرة المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل العسكرية مثل الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وأشار فورد إلى ان الفصائل العسكرية تورطت في انتهاك بعض القرارات كإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى قريتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، معتبراً أنها أضرت بمصداقية المعارضة لافتاً في الوقت ذاته أن انتهاكات قوات الأسد كانت أسواً كثيراً.
وطرح فورد تساؤلاً لماذا ليس هناك عقاب على هذه الانتهاكات؟ وبرأي فورد فإنه ثمة إجابة قانونية وأخرى سياسية، فالأولى تتمحور حول نجاح الديبلوماسيين الروس بعدم ذكر في أي من القرارات الـ17 لمسألة فرض عقوبات، تبعاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة عن الانتهاكات التي تقع في سوريا، منوّهاً إلى أنه مهما بلغ غضبك إزاء الانتهاكات التي تقترفها حكومة الأسد، فإنه ليس باستطاعتك الانتقام منها بصورة قانونية باستخدام القوة أو فرض حصار عليها أو حتى عقوبات دولية.
وفيما يخص الشق المرتبط بالقانون الدولي، ثمة جانب سياسي في الصراع السوري، كون الأمم المتحدة لاتستطيع إصلاح المشهد السياسي في سوريا لأنه يعكس الوضع السياسي على الساحة العالمية، كما أن الحقيقة السياسية القائمة هنا تتمثل في أن روسيا والصين ترغبان في بقاء بشار الأسد وحكومته.
ووجه فورد رسالة إلى “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” الفصيلين الأكبر في الغوطة الشرقية، قال فيها إن العالم والأمم المتحدة والغرب والعالم العربي لن يتدخلوا لإنقاذ الغوطة الشرقية، وإذا كانت استراتيجيتكم تقوم على اتباع ذات الاستراتيجية السابق انتهاجها في حمص وشرق حلب والتي أفضت لخسارة المدينتين، أعيدوا النظر في اتخاذ خطوات بديلة.
وطن اف ام / وكالات