بعد إعلان روسيا “هدنة إنسانية يومية” في الغوطة الشرقية، واصلت قوات الأسد بدعم جوي روسي وبري من الميليشيات الإيرانية محاولات اقتحام المنطقة في خرق واضح لهدنة حليفها الروسي.
واستهدفت مدفعية قوات الأسد أحياء سكنية في دوما ما أدى إلى استشهاد مدنيين اثنين، وذلك بعد ساعات من دخول الهدنة الروسية حيز التنفيذ، في وقت قالت فيه وسائل إعلام روسية إن قوات الأسد جهزت معبر الوافدين استعداداً لخروج المدنيين.
وتعرضت كل من حرستا وكفربطنا وجسرين ومسرابا لقصف جوي ومدفعي نتج عنه جرح مدنيين بعضهم في حالة خطرة.
واعتبر رئيس مجلس محافظة ريف دمشق “مصطفى سقر”، في بيان له، الهدنة الروسية التفافاً على قرار مجلس الأمن الدولي 2401، وأشار البيان إلى أن إخراج أهالي الغوطة الشرقية بالطريقة التي طرحها بوتين عبر تخيير الناس بين الموت تحت القصف أو الخروج من بيتهم مايعني تهجيراً قسرياً وتفريغاً للغوطة من أهلها.
وطالب البيان الأمم، دخول قوافل المساعدات بشكل فوري ودخول مراقبين دوليين لمراقبة الهدنة والاطلاع على جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الاسد والميليشيات الإيرانية وروسيا في الغوطة الشرقية.
وفي معرض تعليقه على الهدنة قال رئيس هيئة التفاوض السورية “نصر الحريري” إن قرار مجلس الأمن الذي يدعو لوقف إطلاق النار في سوريا لم يعد له قيمة بعد إعلان روسيا لهدنة في ريف دمشق.
وأضاف الحريري في تغريدات له على حسابه في تويتر: أن الحديث عن تأمين ممر آمن للمدنيين هدفه إفراغ الغوطة الشرقية من سكانها وإحداث تغييرٍ ديموغرافي ما يعدّ آمراً غير مقبول به.
من جهتها اعتبرت عضو هيئة التفاوض “أليسْ مفرج”، الهدنة الساعيّة التي قررتها روسيا هي عودة التفرد لموسكو بعيداً عن الالتزام بالقرار الدولي 2401، مضيفةً أن “جبهة النصرة” باتت ذريعة لإتمام مناطق تقاسم النفود تجاه التغيير الديموغرافي.
دولياً قال المندوب البريطاني لدى مجلس الأمن “ماثيو رايكروفت”: إن الهدنة الروسية لا تعد امتثالاً لقرار المجلس 2401، فيما دعا مسؤول المكتب السياسي في جيش الاسلام محمد علوش في تغريدة له على حسابه في تويتر بقية الدول إلى تبني تصريح المندوب البريطاني.
إلى ذلك قال استيفان دوغريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: إن الهدنة الروسية في الغوطة الشرقية، “أفضل من لا شيء”.
وأعرب دوغريك في مؤتمر صحفي عقده أمس الاثنين، في مقر المنظمة بنيويورك، عن استعدادهم لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين حالما تسمح الظروف الأمنية لموظفي الإغاثة وسائقي الشاحنات.
وفي سياق متصل، اعتبر وزير الخارجية الألماني، “سيغمار غابرييل”، أمس الاثنين، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أن الهدنة الروسية في الغوطة الشرقية، مجرد خطوة أولى للوصول إلى المحاصرين بالمنطقة.
وفي بيان للخارجية الألمانية، أبلغ غابرييل لافروف أنه يجب على جميع أطراف الصراع تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2401، وأن يتيحوا الفرصة للهدنة في الغوطة الشرقية.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال في مؤتمر صحفي: إن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بـ”هدنة إنسانية يومية” في الغوطة الشرقية بدءاً من اليوم الثلاثاء 27 شباط 2018 وتشمل وقفاً لإطلاق النار لمدة 5 ساعات للمساعدة في إجلاء المدنيين من المنطقة.
ويشن نظام الأسد وروسيا هجمة عسكرية شرسة على المدنيين في الغوطة الشرقية ما أدى لاستشهاد مئات المدنيين وآلاف الجرحى ودمار كبير في المشافي والبيوت ، في ظل حصار دام لأكثر من خمس سنوات من قبل نظام الأسد وغياب كامل أساسيات الحياة.
وطن اف ام