دولي

قالن : نظام الأسد هو المسؤول عن ضرب السوريين بالكيماوي

أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن هناك أدلة قوية على مسؤولية نظام بشار الأسد عن الهجوم الكيميائي الذي استهدف مدينة دوما بالغوطة الشرقية 7 الجاري، لا سيما أنه سبق واستخدم ذلك النوع من الأسلحة في هجوم مماثل عام 2013، دون أن يتلقى ردًّا رادعًا.

جاء ذلك في مقال بعنوان “هل بدأت الحرب العالمية الثالثة؟”، نشرته صحيفة “ديلي صباح” التركية بنسختها الإنكليزية. 

وأضاف قالن، أن منظمة الصحة العالمية ذكرت أن نحو 500 شخص في دوما تلقوا العلاج من “أعراض تتفق مع التعرض للمواد الكيميائية السامة”، فيما يُعتقد أن أكثر من 70 شخصًا قد لقوا مصرعهم بسبب الهجوم وظهرت عليهم أعراض التعرض لمواد كيميائية شديدة السمية.

وحول احتمالات خوض الولايات المتحدة وروسيا حربًا عالمية ثالثة بسبب استخدام  نظام الأسد للأسلحة الكيماوية، أشار قالن أن الحرب بين الطرفين هي “كلامية” بالدرجة الأولى، وهي “الجزء الناقص من الحرب الباردة التي تركت كثيرًا من الملفات العالقة”.

وأضاف: هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام أسلحة كيميائية ضد شعبه، وعندما استخدمها قبل ذلك عام 2013، وضع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما خطًا أحمر ولكنه فعليًا لم يحرك ساكنًا لمساءلة النظام وضمان عدم تكرار هذه الأعمال الوحشية.

ولفت قالن، إلى أن إخفاق أوباما في هذا الجانب منح روسيا وإيران الفرصة لدخول خضم الفوضى في سوريا بكامل قوتهما وإعطاء نظام الأسد شريان حياة جديد عندما كان على وشك الانهيار؛ في الوقت الذي كان بإمكان الولايات المتحدة إبداء ردة فعل جدّية واستراتيجية قادرة على تغيير مسار الحرب السورية ومنع الهجمات الكيميائية المستقبلية.

واستطرد قائلًا: “استخدام الأسلحة الكيميائية، رغم كونه جريمة حرب بغيضة في حد ذاتها، إلا أنها ليست سوى جزء واحد من المأساة السورية، حيث لقي مئات الآلاف من الأشخاص حتفهم، وأجبر الملايين على التحول للاجئين ونازحين، نتيجة لأشد حرب وحشية في القرن الحادي والعشرين”.

وتابع: “وكما قال الرئيس رجب طيب أردوغان، فقد مات عدد أكبر بكثير من السوريين نتيجة لاستخدام الأسلحة التقليدية، وأخفق المجتمع الدولي في إيجاد ردود مناسبة لهذه المأساة، تاركًا الشعب السوري وحيدًا في مواجهة همجية نظام الأسد من جهة، وتنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى”.

وواصل: “للأسف، تخلّت معظم دول العالم، مع بعض الاستثناءات القليلة مثل تركيا، عن الشعب السوري”.

وشدّد قالن، على ضرورة محاسبة نظام الأسد على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب وتدمير قدراته الكيميائية وغيرها من القدرات القاتلة.

وأشار أن إدارة ترامب لم تتخذ قرارًا بشأن كيفية الرد وأن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا لا يعني أن يدخل البلدان في أتون حرب عالمية من أجل سوريا التي يستخدمها الطرفان من أجل مصالحهما الجيوسياسية، ومن غير المحتمل أن يتغير هذا الموقف في الوقت الراهن.

واعتبر قالن، أن إخفاق النظام الدولي في إرساء السلام والنظام والحرية والازدهار؛ أدّى إلى كوارث عديدة منذ التسعينيات.

وأوضح أن ذلك مرتبط بحقيقة عدم ظهور نظام مستدام في أعقاب نهاية النظام العالمي ثنائي القطبية، وما حرب الخليج الأولى، والإبادة الجماعية في البوسنة ورواندا، والمعاناة الفلسطينية التي لا تنتهي، وزيادة الدول الفاشلة في إفريقيا وآسيا، وصعود الإرهاب والتطرف والفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء، إلا من نتائج الحقبة الجديدة من الفوضى العالمية والاضطراب.

وقال قالن، إن روسيا نفسها والتي خسرت جراء عدم توازن القوة في حقبة ما بعد الحرب الباردة، تريد أن تغير موازين القوى لصالحها، وليست سوريا سوى مجرد مسرح لهذه المعركة الأوسع.

وأردف أن التوتر الحالي بين الولايات المتحدة وروسيا لن يؤدي إلا لضربات جوية محدودة من قبل واشنطن على أهداف محددة للنظام، على غرار ما فعلت العام الماضي عقب الهجوم الكيميائي للنظام على خان شيخون (في ريف إدلب)، إلا أن روسيا ستواصل الوقوف إلى جانب النظام وتسعى إلى تخفيف حدة التوتر لتجنب أي هجوم واسع النطاق على قوات الأسد.

وتابع: “في الوقت الذي تتكشف فيه هذه الاستراتيجية، علينا أن نذكر أنفسنا بأن المرء قد يكون لديه أكثر الأسلحة تطورًا في العالم، لكن هذا لا يعني أن لديه استراتيجية ذكية”.

وشدّد قالن، على أن إنهاء الحرب ومعاناة السوريين يتطلب استراتيجية يجب أن تتخطى الحروب بالوكالة والقوة الجيوسياسية، كما يجب أن تركز هذه الاستراتيجية على إقامة نظام سياسي شرعي وديمقراطي بدون بشار الأسد أو الشبكات الإرهابية مثل تنظيمات “داعش” و”القاعدة” و”ب ي د”.

وطن اف ام / صحف 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى