نشرت صحيفة “إندبندنت”البريطانية تقريرا أعده كيم سينغوبتا، يعلق فيه على الهجمات الجوية، التي قامت بها كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وحصلت بعد أيام من الهجوم الكيماوي على دوما، الذي أدى إلى اتهامات متبادلة بين روسيا والغرب.
ويشير التقرير، إلى أن هذه الهجمات كانت محدودة جدا، وركزت على المواقع المرتبطة بالسلاح الكيماوي، وكانت حريصة على تجنب وقوع قتلى روس وإيرانيين، لافتا إلى أنه شارك في الغارات الطيران البريطاني والفرنسي، بالإضافة إلى الطائرت الأمريكية.
ويلاحظ الكاتب أنه رغم تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول “الأسد الحيوان”، الذي يقتل شعبه، فإنه لم يكن هناك استهداف لرأس النظام أو أي من حاشيته.
وتلفت الصحيفة إلى أن ترامب أكد بعد الهجوم أن الولايات المتحدة استخدمت حقها في استخدام القوة ضد الوحشية والبربرية، إلا أن وزير الدفاع جيمس ماتيس كان سريعا للتأكيد ان العملية هذه لم تكن موجهة لرأس نظام الأسد، لكن للمنشآت العسكرية.
ويفيد التقرير بأن هذا كان نوعا من الطمأنة للروس والإيرانيين، بأن الغرب لا يريد عملية تغيير النظام، مشيرا إلى أن ما جرى كان خلافا لعملية غزو العراق، الذي بدأ بحملة “الصدمة والترويع”، التي استهدفت قصور الرئيس صدام حسين بهدف اغتياله.
وينوه سينغوبتا إلى أن البنتاغون أعلنت أنه لم يتم تحذير موسكو بشان الغارات، ولم يحصل أي تنسيق معها، إلا أن الخط الساخن الذي كان مستخدما لتجنب الصدام ظل يعمل بشكل فعال.
وتجد الصحيفة أن عنصر المفاجأة في العملية فقد عندما قال الرئيس الأمريكي في تغريدة له، مخاطبا روسيا، إن “الصواريخ قادمة”، حيث انشغلت قوات الأسد والمليشيات الموالية لها بإخلاء القواعد العسكرية والمنشآت، ونقلت المعدات الثمينة؛ تحسبا للضربة الجوية، فيما تم نقل الطائرات المتقدمة إلى القواعد العسكرية الروسية في اللاذقية.
ويورد التقرير نقلا عن الجيش الروسي، قوله إن التقارير الأولية تشير إلى عدم وقوع ضحايا مدنيين في الغارة، لافتا إلى أن نظام الأسد زعم أنه استطاع اعتراض 12 صاروخا.
ويقول الكاتب إنه “لم يتم تفعيل النظام الصاروخي الروسي، وربما حصل المنسقون الأمريكيون والفرنسيون مع الروس على تعهد بعدم تفعيلها، وشجب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العمليات، فيما قال سفيره في واشنطن إنها لن تكون دون تداعيات”.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم ذلك، فإن الغارات يوم السبت، وإن كانت أضخم من هجوم العام الماضي في نيسان/ أبريل؛ ردا على استخدام الغاز الكيماوي في خان شيخون، إلا أنها لم تؤد إلى تحطيم قدرات نظام الأسد العسكرية، ولا قدرته على استخدام السلاح الكيماوي.
وبحسب التقرير، فإن 100 صاروخ أطلقت في هذه الهجمات، واستهدفت مركزا للبحوث في دمشق، ومركزا لتخزين السلاح الكيماوي في حمص.
وتختم “إندبندنت” تقريرها بالإشارة إلى أن الغارات لم تغير الوضع على الأرض، خاصة لو تم نقل السلاح الكيماوي، و”الفضل يعود لترامب”.
وطن اف ام / عربي 21