دولي

إيران تحدد لأوربا شروط البقاء في الاتفاق النووي

حدد المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، شروط بلده لاستمرار التزامها بالاتفاق النووي، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالانسحاب منه، وتوعده بفرض عقوبات على الشركات التي ستواصل عملها مع طهران.

و الشروط التي أعلن عنها خامنئي، أمس الأربعاء، تضمنت مطالب من إيران لأوروبا، أبرزها حماية حماية مبيعات النفط الإيرانية من العقوبات الأمريكية، ومواصلة شراء الخام الإيراني، وأن على البنوك الأوروبية حماية التجارة مع إيران.

كما طالب بريطانيا وفرنسا وألمانيا التعهد بعدم الموافقة على المطالب الأمريكية بالتفاوض حول برنامج إيران للصواريخ الباليستية، وأنشطتها الإقليمية.

وهدد خامنئي بأن إيران ستستأنف أنشطة تخصيب اليورانيوم إذا لم تستجب الدول الثلاث لهذه المطالب، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، كما شدد على أن إيران لم يعد من الممكن أن تقوم بأي تعاملات مع الولايات المتحدة، قائلا: “الجمهورية الإسلامية لا يمكنها التعامل مع حكومة تقوم بسهولة بانتهاك معاهدة دولية، وسحب توقيعها والتباهي على نحو مسرحي بانسحابها عبر التلفزيون”.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وفي يوم الاثنين قال وزير خارجيته مايك بومبيو إن العقوبات التي رفعت عن إيران عقب الاتفاق النووي في 2015 سيعاد فرضها.

ويموجب الاتفاق، وافقت طهران على الحد من أنشطتها النووية النووية مقابل رفع العقوبات.

ومنذ حملته لانتخابات الرئاسة، دأب ترامب على توجيه انتقادات لاذعة للاتفاق. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، هدد بفرض عقوبات اقتصادية على الشركات التي تقوم بأنشطة مع كل من واشنطن وطهران.

في الوقت نفسه، تسعى فرنسا وبريطانيا وألمانيا للحفاظ على الاتفاق، بينما تقول إيران إنها ستستأنف برنامجها النووي إذا لم يتم الالتفات إلى مطالبها.

وقال خامنئي: “يجب أن تؤمِّن البنوك الأوروبية التجارة مع الجمهورية الإسلامية. لا نريد أن نبدأ نزاعاً مع هذه الدول الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، لكننا لا نثق بها أيضاً… ويجب أن تضمن أوروبا مبيعات النفط الإيرانية ضماناً تاماً. وفي حالة تمكّن الأميركيين من الإضرار بمبيعاتنا النفطية… يجب أن يعوض الأوروبيون هذا ويشتروا النفط الإيراني”.

وتأتي شروط إيران لبقائها في الاتفاق النووي، بعد يومين من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجيتها الجديدة للتعامل مع إيران عقب الانسحاب من الاتفاق النووي.

وذكر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ملامح تلك الاستراتيجية التي ركزت على تقليص نفوذ إيران في الشرق الأوسط، كما توعد بفرض عقوبات على طهران قال إنها الأقوى في التاريخ.

وحدد بومبيو 12 مطلباً من إيران من أجل التوصل إلى اتفاق جديد معها، ومن بينها ضرورة سحب إيران لقواتها من سوريا، وإيقاف دعم الحوثيين.

وشدد بومبيو على أن أميركا مستعدة للرد إذا قررت إيران استئناف برنامجها النووي، وقال إن “مطالبنا لإيران معقولة: تخلوا عن برنامجكم”، مضيفاً: “إذا قرروا العودة للبرنامج النووي وإذا شرعوا في تخصيب (اليورانيوم) فإننا أيضا مستعدون تماما للرد”.

يُذكر أنه في 8 مايو/ أيار الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران، وإعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران.

وبرر ترامب قراره بأن “الاتفاق سيء ويحوي عيوباً تتمثل في عدم فرض قيود على البرنامج الصاروخي الإيراني وسياستها في الشرق الأوسط”.

ورفضت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بصفتهم ممثلي أوروبا في الاتفاق الموقّع عام 2015، القرار الأمريكي، وأعلنوا تمسكهم به.

وطن اف ام / وكالات 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى