قال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي إن اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، كان “بناءا ووديا للغاية” وإن موسكو ستستثمر في قطاع النفط الإيراني.
وأضاف ولايتي أن “بوتين كرر رفضه للعقوبات الأمريكية على إيران ووقوف روسيا إلى جانب طهران”.
وأوضح كبير مستشاري خامنئي للتلفزيون الرسمي الإيراني من موسكو: “يثمن زعيمنا (خامنئي) تحسن العلاقات مع روسيا باعتبارها شريكا استراتيجيا… هذا المسار سيستمر”.
من جهته، قال الكرملين إن “بوتين وولايتي ناقشا الوضع في سوريا والعلاقات الثنائية كما سلم ولايتي لبوتين رسالتين من خامنئي ومن الرئيس الإيراني حسن روحاني”.
وتقول روسيا والصين والقوى الأوروبية الكبرى إنها لا تزال تدعم الاتفاق النووي متعدد الأطراف الذي أبرم عام 2015 مع إيران رغم قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب منه ومعاودة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران والتي كانت قد رفعت بموجب الاتفاق.
وأكد ولايتي أن “بوتين كرر رفض روسيا لقرار أمريكا فرض عقوبات على إيران… قال إن روسيا ستقف مع إيران وستدافع عن حقوق طهران”.
ورفع الاتفاق النووي معظم العقوبات الدولية على إيران مقابل أن تقيد طهران برنامجها النووي تحت رقابة صارمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وقال مسؤولون أمريكيون في حزيران/يونيو إنهم سيضغطون على الدول لتوقف استيراد النفط الإيراني لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال يوم الثلاثاء إن واشنطن ستبحث طلبات من بعض الدول بمنحها إعفاءات من العقوبات التي ستسري في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني.
والصين والهند من بين أكبر مستوردي النفط الإيراني إضافة إلى تركيا والعراق. وفي مايو/ أيار طلبت وزارة النفط الهندية من المصافي الاستعداد للحد من واردات النفط الإيراني في حين قالت تركيا إنها لا تعتزم وقف وارداتها النفطية من إيران.
تحاول طهران جاهدة الحفاظ على مستوى الإنتاج في ظل العقوبات الأمريكية التي من المتوقع أن توجه ضربة لصادراتها مما يزيد الضغط على الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي للخروج بحزمة من الإجراءات الاقتصادية لإنقاذه.
ونقل ولايتي عن بوتين قوله إن “روسيا مستعدة لمواصلة استثماراتها النفطية في إيران عند مستوى 50 مليار دولار. هذا يعني أن روسيا مستعدة لاستثمار هذا المبلغ في قطاع النفط الإيراني”.
وأضاف: “هذا مبلغ كبير يمكن أن يعوض خروج تلك الشركات من إيران” بسبب الخوف من العقوبات الأمريكية وذلك في إشارة لعدد من الشركات التي قالت بالفعل إنها ستنسحب من السوق الإيرانية خشية العقوبات من واشنطن.
وبين أن إحدى شركات النفط الروسية الكبرى وقعت اتفاقا قيمته أربعة مليارات دولار مع إيران وأضاف أنه “سيطبق قريبا” دون الخوض في تفاصيل.
وتابع ولايتي قائلا: “شركتان كبيرتان أخريان هما روسنفت وجازبروم بدأتا محادثات مع وزارة النفط الإيرانية لتوقيع عقود قيمتها تصل إلى عشرة مليارات دولار”.
وأردف: “إيران وروسيا تتشاركان في ذات وجهة النظر بشأن سوريا حيث يدعم البلدان الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية ولعبا دورا حاسما في ترجيح كفة الحرب لصالحه وتهدئة العنف في بعض المناطق”.
وأضاف مستشار خامنئي: “إيران وروسيا ستواصلان التعاون في سوريا”.
وقال ولايتي الذي من المتوقع أن يزور الصين قريبا: “شدد بوتين على أهمية التعاون السياسي والدفاعي بين إيران وروسيا في سوريا. سيحضر رؤساء إيران وروسيا وتركيا قريبا قمة في طهران”.
ومن المتوقع أن يناقش ترامب وبوتين الدور الإيراني في المنطقة والحرب السورية خلال قمة في هلسنكي الاثنين المقبل.
وطن اف ام