إدلبمقالات

عبد الناصر القادري – تكرار المجزرة.. #خان شيخون_تختنق

في أي عالم نحن نعيش؟ والأصح أن نسأل أي عالم هذا الذي نموتُ فيه؟!

التوقيت كان في السادسة صباحاً والفاعل نفسه رغم إلقاء القبض على سارينه قبل 3 أعوام، طائرات سيخوي 22 تابعة لنظام الأسد تضرب الحي الشمالي في مدينة خان شيخون بريف ادلب بصواريخ محملة بغازات سامة.

أحدث القصف حفرة صغيرة خرجت منه مادة بلون أسود، قام بعدها طيران الأسد بقصف ذات المكان بثلاثة صواريخ فراغية، ما أدى لإصابة أكثر من 400 مدني بحالات اختناق استشهد منهم أكثر من 100 حتى كتابة هذه الأحرف المليئة بالأسى والإغماء، أغلبهم من النساء والأطفال.

لم يكن ذلك فقط ما فعله نظام الأسد، بل عاود القصف طيران الاحتلال الروسي مستهدفاً مركز الدفاع المدني ومشفى الرحمة، ما تسبب بخروجهما عن الخدمة وأضرار مادية كبيرة فيهما، نقل المصابون نحو النقط الطبية في مدن وبلدات ادلب وباتجاه الحدود التركية لكن الكثير فقدوا حياتهم على الطريق، في الطريق نحو النجاة فقدناهم.

لا يعرفون ماذا يجري في جنيف؟ ولم يقرؤوا مواثيق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، يعرفون فقط أن كل وقف إطلاق نار وراءه مجزرة، وأثناء كل محادثات لحل سياسي يترقبون إبادة.

لم يعلموا أن مطلب الحرية أول يوم غالٍ إلى هذا الحد، ولم يعلموا أن ثورة على آل الأسد هي ثورة على كل العالم، لم يعلموا أن ثورة في أبعد النقط عن أمريكا هي ضد مصالحها، ولم يعلموا أن شمعدان اليهود سينطفئ لو رحل المسؤول عن حماية الحدود الشمالية لدولة الصهاينة، لم يعلموا أننا قتلنا جدنا الحسين ، ولم يعلموا أننا سبينا أمنا زينب ، لم يتوقعوا أن تأتي ميلشيات حزب الله الإرهابي ، ولا كل شيعة الأرض ، لم يعلموا أن كنائس الروس ستبارك جنودها قبل إرسالهم ، لم يعلموا أن حروباً مقدسة ستقام على جثث أطفالهم ، لم يعلموا أن حقوق الكرد التي انتزعها نظام البعث منهم ستكون تقسيماً ديموغرافياً فينا ، لم يعلم الشعب السوري أنه خطيرٌ لهذه الدرجة.

نختنق ، ونحن نكتب نختنق ، وكل من يرى يختنق من أصحاب المضير يختنق، يقف موتنا في الحلق ، ودموعنا تنحبس ، تيبس في عواطفنا ، مشدوهون في أطفال أبرياء قتلوا بلا دم ولا ضجيج كمن يذبح غيمة بيضاء فالغيمة  لا تحدث أي صوت تنقسم وأطفالنا كذلك تنقسم أرواحهم عن أجسادهم في سكون طويل.

 وطن اف ام 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى