شنت القوات المسلحة التركية مع عناصر الجيش السوري الحر هجوماً جديداً من أجل السيطرة على مدينة الباب فمن بعد ما أجرى الرئيس الأميركي ترامب مع الرئيس أردوغان مكالمة هاتفية توجه رئيس المخابرات المركزية الأميركية إلى أنقرة ومع وصول خبر استشهاد عساكرنا في مدينة الباب تعود المدينة الى الواجهة من جديد.
لماذا تدعم القوات المسلحة التركية الجيش السوري الحر للسيطرة على مدينة الباب؟
سيطر الأكراد على مناطق واسعة على الحدود السورية التركية وكان تنظيم داعش يسيطر على منطقة اعزاز المقابلة لكلس التركية وجرابلس المقابلة لكاركاميش وكانت الدول الغربية تدعي أن تنظيم داعش ينطلق من هذه المنطقة تحديداً للقيام بعملياته الإرهابية في العالم وكان يدير عملياته من أجل الهجوم على منطقة كلس من تلك المنطقة أيضاً ولكي تحافظ تركيا على أمنها ولكي تمنع ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا “بي يي دي” من السيطرة على الشريط الحدودي الواصل بين عفرين وكوباني بدأت بعملية درع الفرات.
كيف تتقدم العملية؟
استطاعت القوات المسلحة التركية والجيش الحر من تنظيف الشريط الحدودي من تنظيم داعش بمدة قصيرة ومع ابتعاد العملية عن الحدود التركية أصبح تحركها أكثر بطئاً ولذلك مارست إدارة أوباما في أيامها الأخيرة ضغطها على تركيا كي لا تبتعد عن الحدود مسافة تتجاوز 20 كم وساعد على ذلك رفض طيران التحالف دعم تركيا.
وصلت العملية من بعد 170 يوم إلى أبواب مدينة الباب وكان قد استشهد إلى ذلك الوقت 64 شهيد.
ما هو الوضع الآن في مدينة الباب؟
حسب الاخبار الواردة أمس أعيد السيطرة على تلة المشفى القريبة من مدينة الباب من قبل القوات المسلحة التركية والجيش الحر وهذه التلة هي بمثابة المدخل الغربي لمدينة الباب والجزء السفلي لهذه التلة هو عبارة عن بيوت وشوارع متشابكة وبحسب الأخبار الواردة من هناك أن الاشتباكات تحدث بصعوبة بالغة
واستشهد ثلاثة جنود لنا بهجوم روسي صرحت روسيا أنه كان عن طريق الخطأ ومنذ ثلاثة أسابيع ويدور الحديث عن عمليات النظام والميليشيات التابعة له في جنوب مدينة الباب وأصبحت المسافة بين النظام والقوات المسلحة التركية تقدر بـ 3 كم، ولتجنب تطور محتمل للأمور نحو الأسوأ قال رئيس الوزراء يلدريم قبل يوم أنه على اتصال مع روسيا وبعد هذا التصريح بيوم أجرى الطيران الروسي هجوم أدى الى استشهاد ثلاثة من جنودنا في منطقة الباب ومع قدوم رئيس المخابرات المركزية الأميركية مايك بومبيو كانت تعمل الحكومة التركية على توضيح هذا الهجوم.
ماذا إذا استولى نظام الأسد على الباب؟
أوضحت البارحة صحيفة نيويورك تايمز أن مدينة الباب تواجه اختبار جيواستراتيجي تظهر به روسيا التي تدعم نظام من ناحية ومن ناحية أخرى تقوم بالعمل المشترك مع أنقرة في الفترة الأخيرة على أنها اللاعب صاحب القرار وقال مصدر لصحيفة نيويورك تايمز أن روسيا طلبت في محادثات الأستانا أن يتم إدارة مرافق المياه في مدينة الباب من قبل قوات تابعة للنظام السوري فهل ستقبل المعارضة السورية بهيكلية تقسيم مثل هذه؟
ما معنى أن يكون الهدف الثاني من بعد الباب هو الرقة؟
السيناريو المطروح من تركيا هو أن يتم تنفيذ عملية منبج والرقة من بعد الانتهاء من الباب من قبل الجيش السوري الحر المدعوم من القوات التركية المسلحة وبحسب صحيفة واشنطن بوست أن خطة “أ” لأوباما كانت هي ما تخطط له تركيا ولكنها لم تكن مقنعة بما فيه الكفاية لذلك تم الانتقال الى الخطة “ب” وهي تسليح أكراد سوريا وبسبب اعتراضات تركيا على عملية الرقة كانت قد تركت إدارة أوباما التخطيط للعملية لإدارة ترامب.
هل يقبل ترامب بالمخطط الذي لم يقبل به أوباما ؟
إدارة الرئيس ترامب التي لم تعجب بخطة أوباما أعطت البنتاغون مهلة 30 يوم لكي تجد خيارات جديدة وكانت أحد الملفات الموجودة مع رئيس المخابرات المركزية الأميركية بومبيو الذي أتى إلى أنقرة البارحة هو ملف الباب والرقة وتركيا التي عارضت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية على مدينة الرقة تحاول إثبات تحفظاتها بحزم حول تسليح أكراد سوريا وتحاول إعادة النظر في الخطة “أ” كي تجعلها سيناريو مقنع.
وكما أن قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية أهم عناصرها تقدر ب 30 ألف مقاتل ولم تزل الولايات المتحدة تعمل مع قوات سوريا الديمقراطية عبر تزويدها بالعربات المدرعة وكان البنتاغون قد خصص مدة 6 أشهر من أجل عملية الرقة والموصل والسؤال هنا هل يرى البنتاغون أن قوات سوريا الديمقراطية هي شريكة مساهمة في المنطقة وهل من الممكن أن يعطي وقتاً لإنشاء قوة عسكرية جديدة ؟ وهل من الممكن أن تطبق أي خطة في سوريا من دون روسيا؟ ولمحاربة داعش بشكل مجدي يجب على الأطراف في سوريا وقبل الوصول إلى الحل النهائي أن تعمل سوية في محاربة التنظيم مدعومة من التحالف الدولي وبذلك تكون قد أنقذت بلادها.
المصدر : حريات التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام