أخبار سورية

الحرس الجمهوري يعتدي على مدني ويقتله بأخمص مسدس لتأخره في العودة لمنزله في دمشق

إجراءات أمنية بالغة الشدة وتداعيات احترازية كبيرة يشهدها حي المالكي الذي يقطنه الأسد الإبن وسط دمشق، من تكثيف لعدد العناصر التابعة للحرس الجمهوري على الحواجز العسكرية المتمركزة على مداخل الحي، والشوارع الرئيسية الواصلة اليه، حيث شملت هذه الإجراءات كل من يقترب من الحي بشكل عام، وعلى ما يبدو ان المقصود الأخص بهذه الإجراءات هم سكان الحي أنفسهم قبل سواهم.

حي المالكي الذي يعد أرقى الأحياء السكنية في العاصمة، ففيه منزل ومكتب للأسد، ويقطنه عدد من الوزراء وكبار ضباط الأفرع الأمنية والعسكرية، شهد الحي، وفي حادثة هي الأولى من نوعها التي تصل إلى وسائل الاعلام من قتل للسوريين على بعد بضع مئات الأمتار من مكان إقامة الأسد فقط.

حيث قتلت مجموعة عسكرية تابعة لقوات الحرس الجمهوري أحد أكبر القوى العسكرية التابعة للنظام السوري، رجلا من أبناء الحي بعد ان أقدم المسؤول العسكري على الحاجز على ضرب المدني بالأيدي بشكل عنيف بداية، ومن ثم التهجم عليه وضربه بأخمص مسدسه الحربي على رأسه بعد أن أوقعه أرضاً.

ويروي الناشط الإعلامي أبو كاسم وهو صاحب اسم مستعار للضرورات الأمنية تفاصيل الحادثة قائلاً: قبل يومين وفي تمام الساعة التاسعة مساء، عاد المدعو «م.ع» إلى منزله في حي المالكي، وعند وصوله مدخل حي المالكي أوقفه حاجز الحرس الجمهوري، ومن ثم دقق في أوراقه الثبوتية، وكانت أموره سليمة تماما، ولكن العنصرين اللذين قاما بتفتيش السيارة طلبا منه ركنها بالقرب من المفرزة الأمنية للحاجز، ومن ثم خرج الضابط المسؤول عن الحاجز إليه، وبدأ يشتمه مباشرة بأقذر العبارات اللاأخلاقية، بسبب تأخره عن العودة لمنزله مدة ساعة.

ويقول: هنا لم يستطع هذا الرجل، وهو من رجال الأعمال، تحمل الكلمات النابية التي وجهها له مسؤول الحاجز، ورد عليه ببعض الكلمات، فما كان من الضابط إلا وأن بدأ بضربه بشدة بيديه ورجليه، حتى سقط الرجل أرضاً من شدة الضرب، ورغم ضربه بشكل مبرح، لم يسمح له الضابط بالدخول إلى منزله، وطلب منه العودة من حيث أتى، إلا ان الرجل رفض العودة وأصر على الدخول إلى منزله، فما كان من ضابط الحرس الجمهوري الا ان أخرج مسدسه الحربي، وقام بضربه على رأسه بأسفل المسدس، حتى أغمي على الرجل الذي لا يطالب بشيء سوى السماح له بالدخول إلى منزله.

ويضيف أبو كاسم: وبعد أن أغمي على الرجل من شدة الضرب على رأسه، طلب المسؤول من عناصره بطلب سيارة إسعاف، وفعلاً جاءت سيارة إسعاف تابعة لمشفى الشامي القريبة من المنطقة، وأسعفوا الرجل إلى المشفى، ووضعوه في العناية المشددة، الا ان الرجل فارق الحياة بعد عدة ساعات فقط، بسبب شدة النزيف الداخلي الحاصل في جمجمة الرأس، جراء ضربه بالمسدس.

وعندما علم الضابط في الحرس الجمهوري بنبأ مقتل الرجل، طلب من المشفى عدم إخراجه حتى يأتي بذاته إلى المشفى، وطلب من المشفى الاتصال بعائلة المقتول، وفعلاً حضرت عائلة المقتول إلى المشفى، ولكن الضابط رفض تسليمهم جثمانه، الا بعد ان يمضوا على ورقة الوفاة انه قد مات بسبب حادث سير أليم، أدى إلى وفاته، بعد ان أسعفه عناصر الحرس الجمهوري، وفعلاً رضخ الأهل مكرهين على التوقيع على ورقـــة الوفـــاة، ومــــن ثم سمح لهم الضابط بأخذ جثمانه ودفنه، ليغيب الرجل وتموه حادثه قتله، ويبقى الفاعل حراً طليقاً، وتضاف قصة الشاب إلى آلاف القصص المشابهة وان اختلف الأسلوب في التنفيذ والتخطيط.

ومن جانب آخر عززت قوات الحرس الجمهوري من تواجدها بقلب العاصمة دمشق، وخاصة في الأحياء الراقية والقريبة من أماكن تواجد قيادات النظام العسكرية والأمنية، كما رفعت من إجراءاتها الأمنية، والتشديد في عمليات التفتيش والتدقيق، ومنع أي مدني من دخول الأحياء القريبة من مراكز صنع القرار، واقتصار السماح بالدخول فقط لأبناء تلك المناطق، في ظاهرة على ما يبدو تصب في خانة الخوف الكبير الذي يجتاح رجالات النظام السوري عقب نجاح المعارضة السورية من تنفيذ عدة عمليات وسط دمشق، مستهدفين رموزاً تابعة لقوات النظام، أو المقربة من غرف صنع القرارات في البلاد.

المصدر : القدس العربي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى