أخبار سورية

العلويات يشككن في دعوات التجنيد السورية

فقدت أجهزة نظام الأسد مصداقيتها حتى في معاقلها التقليدية، ولم تعد دعوات التجنيد، التي تعتمد الطائفية سبيلا والديماغوجية لغة، مقنعة لقطاعات كبيرة من النساء في اللاذقية بعد أن عايشن تنكر النظام لهم عند مقتل العائل .

“ومن أظلم من الحرب على المرأة؟ فقدان الولد وخسارة المعيل وضياع الرزق”.. بهذه الشكوى بدأت أم نديم حديثها للجزيرة نت وهي تجهز فطيرة الزعتر لتبيعها للمارة وتجلس ابنتها الصغيرة جانبها على رصيف مجاور لشاطئ البطرني في مدينة اللاذقية.

جاءت أم نديم من قرية حرف المسيترة قرب القرداحة لتصبح بائعة متجولة بعد أن قتل زوجها الملتحق بقوات “الدفاع الوطني” التي انتظم فيها من يسمون بالشبيحة، في إحدى المعارك مع قوات المعارضة السورية في ريف اللاذقية منذ سنتين فأصبحت تعيل بناتها الأربع الصغيرات.

ليست الحرب وحدها من ظلمت أم نديم -كما تقول- بل التمييز في المعاملة من قبل النظام نفسه، فعندما حاولت التقدم بطلب وظيفة لها باعتبار أنها (زوجة شهيد ) رفضت مديرية الصحة طلب الوظيفة بذريعة أن الزوج ليس من منتسبي الجيش السوري.

وبصوت منخفض خشية عناصر الشبيحة في الجوار، تتساءل في حيرة “ألم يقتل زوجي في سبيل الوطن؟ وما الفرق في نظرهم بين رجال الجيش النظامي ورجال الدفاع الوطني؟”.

وتضيف “بعد رفضهم طلب التوظيف اعتمدت على نفسي متجاهلة كل نداءات الوطن”. وتشير بعينها نحو صورة إعلان وضعه النظام بالرصيف المقابل يدعو فيه من مثلها من النساء الالتحاق بجيش النظام فتعلق ساخرة “حتى أشبع من خبز الوطن أجد وقتا للدفاع عنه”.

يقول ناشطون باللاذقية إنه بعد زيادة عدد القتلى لم يستطع المسؤولون عن الدفاع الوطني استيعاب حجم طلبات ذوي منتسبيه للحصول على تعويضات مادية أو وظائف يقتاتون منها فرفضوا هذه الطلبات متذرعين بأن القتيل “ليس منتسبا للجيش النظامي ولا يوجد إثبات أن من قتله هم العصابات المسلحة الإرهابية” على حد وصف النظام.

وتقول نوران -وهي علوية من سكان منطقة الجبيبات الغربية في جبلة- إنها طرقت جميع الأبواب “للحصول على الوظيفة التي وعدنا بها بصفتنا زوجات لشهداء الوطن ووصلت لمحافظ اللاذقية دون جدوى فكان رده بأن مليشيات الدفاع الوطني ليس مؤسسة عسكرية رسمية وغير تابعة للجيش، وشهيد المليشيا ليس كشهيد الجيش النظامي وأنه تم حل هذه المليشيات وأصبحت تحت مسمى الدفاع الذاتي”.

تتابع نوران حديثها، ويبدو على ملامحها التأثر من كلام الموظف عندما لمّح لها بأن زوجها قتل لأجل المال، مما يعني أنها زوجة مرتزق لا زوجة شهيد ضحى بحياته لأجل الدفاع عن الوطن ضد العصابات “الإرهابية”.

وتضيف: لا يحق للموظف أن يتحدث بطريقة خبيثة -على حد وصفها- عن “تضحيات” زوجها وهي الآن تعمل في مستشفى خاص بجبلة بوساطة من قريب لها بعد أن أغلقت الوظائف الحكومية في وجهها وتخلى النظام عن وعده بداية الأزمة.

وبعد التراجع الملحوظ في عدد المنتسبين من الرجال في جيش النظام، يرصد ناشطون في شوارع اللاذقية لوحات إعلانية تدعو النساء للالتحاق بجيش النظام الذي يسانده أصلا قوات رديفة من مليشيات محلية وأجنبية.

وتفسر نوال، وهي فتاة علوية كانت منتسبة للدفاع الوطني سابقا، عدم رغبتها العودة للقتال مع النظام مرة أخرى بأنها قناعة شخصية بعد أن رأت الغبن والتشرد في عيني زميلاتها من ذوي قتلى النظام اللاتي رفض التعامل معهن على أنهن من أهالي شهداء الوطن.

المصدر : الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى