كشف موقع “صوت العاصمة” عن الإجراءات الصعبة التي يفرضها نظام الأسد ضد أهالي الغوطة الشرقية الذين بقوا في مدنهم وقراهم، وذلك في تكذيب للتصريحات الرسمية التي ينشرها إعلام النظام حول تسهيلات خروج ودخول أهالي الغوطة الشرقية، وفتح طرقات وتعبيد أخرى.
وأكد الموقع أن أجهزة الاستخبارات في نظام الأسد لا تزال تفرض حصارها على آلاف المدنيين الموجودين في الغوطة، بعد أكثر من عام على إجرائهم التسويات الأمنية المطلوبة، والتي من المفترض أنها ستمسح كامل سجلّهم الأمني لدى النظام.
وأشار الموقع إلى أن فرع أمن الدولة، الذي يفرض سيطرته الأمنية على دوما، هو المسؤول عن خروج المدنيين نحو العاصمة دمشق، حيث يتقدم الراغبون بالخروج بطلبات في الفرع المذكور على أطراف مدينة دوما، مع ذكر أسباب الخروج والمكان المقصود في مدينة دمشق.
ويمكن أن يستمر دراسة طلب الخروج مؤخراً حتى 45 يوم، بعد أن كان يستغرق أسبوعاً واحداً فقط، ويُمكن أن يأتي بالرفض في حال وجود شائبة أمنية على صاحب الطلب، وفي حال الموافقة يُمنح صاحب الطلب مدة شهر كامل يستطيع خلاله الخروج والدخول من دوما، وفي حال بقائه في دمشق بعد انتهاء مدة الطلب يجري تعميم اسمه على كافة الحواجز الأمنية والعسكرية لاعتقاله مُباشرة.
وأضاف الموقع أن عناصر أمن الدولة يتعمدون ابتزاز الأهالي مقابل الإسراع بتقديم الطلب والحصول على موافقة الخروج، التي تأتي من شعبة المخابرات العامة بدمشق، حيث تتراوح الأسعار بين 2000 إلى 5000، فضلاً عن المبالغ الواجب دفعها خلال الخروج وبعد الحصول على الموافقة، تجنباً للمضايقات الأمنية من الحواجز التي يتمركز بها عناصر من الفرقة الرابعة.
الخروج من حرستا لمدة 24 ساعة فقط
وأضاف موقع “صوت العاصمة” أن الفرقة الرابعة تفرض سيطرتها الكاملة على مدينة حرستا، منذ خروج فصائل المُعارضة منها في آذار 2018، وتتخذ من شبّان التسويات، وقياديين سابقين من حركة أحرار الشام قوام القوى العسكرية التي تُسيطر على المدينة، مشيرا إلى أن الفرقة الرابعة تمنع الشبان وأصحاب التسويات من الخروج إلى دمشق بشكل نهائي، باستثناء الحالات الطارئة والإسعافية، حيث يُقدم العميد نجيب كرمو، المسؤول عن منطقة حرستا، والتابع للفرقة الرابعة، موافقة خروج مدتها 24 ساعة فقط، تحت طائلة الاعتقال في حال التأخر في العودة.
كما كشف الموقع عن صعوبات تطال السكان في القطاع الأوسط والذي يشمل بشكل رئيسي بلدات (عربين، زملكا، سقبا، حمورية، كفربطنا، بيت سوى، مسرابا) كحال الصعوبات في مدينة دوما، بالنسبة لخروج المدنيين والعسكريين الذين أجروا مصالحات مع النظام.
الزيارات مسموحة بشرط وضع الهوية على الحاجز
ولفت “صوت العاصمة” إلى أن قوات الأسد بدأت بالسماح للأهالي بالدخول وتفقد الممتلكات والمنازل، شرط وضع الهويات الشخصية على الحواجز العسكرية، مع تحديد وقت للخروج، قبيل المغرب، تحت طائلة المساءلة في حال بقي الشخص داخل الغوطة ليلاً.
جوبر حي مُغلق والدخول بألف ليرة للدقيقة
وأكد الموقع أن استخبارات النظام وقوات لا تزال تمنع دخول أهالي جوبر على أطراف العاصمة دمشق إلى منازلهم، بعد أكثر من عام من سيطرتها على الغوطة الشرقية بالكامل.
ويقصد أهالي وسكان جوبر بعض ضباط النظام وعناصرهم المسؤولين عن المنطقة لتسهيل دخولهم إلى المدينة للاطمئنان على أوضاع منازلهم لعدة دقائق مقابل مبالغ مالية تختلف من شخص لآخر.
وتتراوح كلفة الزيارة لمدة عشرة دقائق بين 10 إلى 15 ألف ليرة سورية، وعلى مسؤوليته الشخصية، يحق له النظر إلى منزله فقط دون التجول في المدينة أو إجراء أي عملية تصوير.