حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن عشرات الآلاف من الأطفال في مخيم الهول شمال شرقي سوريا، يواجهون أوضاعا إنسانية في غاية الصعوبة، وتزداد معاناة الكثيرين منهم جراء ما خاضوه من تجارب قاسية.
وناشدت المنظمة في بيان، أصدرته من دمشق، الأربعاء 18 تموز، كل الأطراف للعمل على “تحسين الوصول الإنساني وتقديم الحماية للأطفال” بما في ذلك إعادة دمجهم في المجتمعات المحلية وإتاحة عودتهم الآمنة إلى ديارهم، مشيرة إلى أن الأطفال لا يُعتبرون مرتكبي جرائم.
واستشهد البيان الصحفي، بكلمات الطفلة عفراء ذات الـ 14 عاما وهي تقول إن وصولها وإخوتها الأصغر سنا من الباغوز إلى مخيم الهول قد استغرق تسعة أيام “ولا أعرف ماذا سيحدث لنا الآن”.
ووفق إحصائيات أممية، يعيش أكثر من 70 ألف شخص في مخيم الهول، وتقدر اليونيسف أن حوالي 90% منهم على الأقل، هم من الأطفال والنساء، من بينهم 29 ألفا يأتون من 62 دولة أخرى.
وتقول المنظمة إن معظم الأطفال في المخيم هم دون سن الثانية عشر وهم الأكثر هشاشة بسبب “تعرضهم لتجارب العنف الشديد ومشاهدتهم لخروقات لا يمكن للعقل أن يتخيلها”، حسب تعبير البيان.
وقال “فران إكيثا” ممثل اليونيسف في سوريا، بعد زيارة قام بها إلى مخيم الهول الأسبوع الماضي إن “آلاف الأولاد والبنات في مخيم الهول لم يحظوا بفرصة أنْ يكونوا، بكل بساطة، أطفالا”، مضيفا: أن “العديد منهم يشعر، بعد سنوات من التعرّض للعنف، بأنهم غير مرغوب بهم، فمجتمعاتهم توصمهم، وحكوماتهم تتجنبهم”.
ونددت الأمم المتحدة في تقارير عدة بظروف احتجاز المدنيين في المراكز التي تسيطر عليها “قسد” شمال شرقي سوريا، مؤكدا وفاة مئات الأطفال في حالات كان يمكن تجنبها
وتُتهم “قسد” بالتعامل مع قاطني مخيم الهول بطريقة غير إنسانية، وتمنع عنهم الكثير من الخدمات الأساسية، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الوفيات بين النازحين، لا سيما الأطفال.