خرجت في مدينة سقبا في الغوطة الشرقية، بريف دمشق، اليوم الجمعة، تظاهرة تطالب بتسليم المعتقلين المتواجدين في سجون الفصائل العسكرية، ولا سيما “جيش الإسلام”، فضلا عن مطالبتها بوحدة الصف بين الفصائل العسكرية، وعدم الاقتتال، والامتثال لأوامر القضاء الموحد في المنطقة.
وجاءت التظاهرة بحسب المحتجين، بعدعدة محاولات من أهالي مدينة سقبا، زاروا فيها قيادة جيش الإسلام (فصيل عسكري مسلح معارض)، وطالبوه بتسليم المحتجزين الذين اعتقلهم في حملة شنتها قواته، على المدينة في بداية العام الحالي، إلا أنها لم تفضي لشيء، فيما أكدوا على دعمهم للقضاء العادل.
وفي نفس الوقت، طالب المتظاهرون بحسب مراسل الأناضول، الفصائل العسكرية المعارضة في الغوطة الشرقية، والمتمثلة بـ( جيش الإسلام، وفيلق الرحمن، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام)، باستئناف العمل العسكري، و تحريك الجبهات، للتخفيف على مدينة الزبداني ونصرتها لتعرضها لحصار من قبل قوات الأسد، ومقاتلي حزب الله اللبناني. وفي نفس الإطار، قال سيفو العكر، أحد أهالي مدينة سقبا ومنسق المظاهرات فيها، إن “المظاهرات تطالب بالدرجة الأولى بمعتقلي المدينة لدى جيش الإسلام، مؤكداً أن المظاهرات عفوية ومطالبها محقة، وأن المشاركين بالمظاهرات يؤكدون أنهم لا يتبعون لأي فصيل من الفصائل، وأنهم مدنيون يرفضون الظلم”.
وأشار العكر، في تصريحات للأناضول، أن “ما يحدث في الغوطة من هدوء خطوط الاشتباكات، وتحكم الفصائل المعارضة، والذين يسيطرون على أنفاق الغوطة الشرقية من العسكريين بقوت المدنيين، أمور غير مقبول، لافتاً إلى أن أهالي الغوطة يؤكدون دائماً على موقفهم المعارض لنظام الأسد، لكنهم يرفضون في نفس الوقت أن يتحكم أحد بقوتهم”.
وأضاف أن “المظاهرات في كل بقاع العالم هي مظهر حضاري، وأنهم كمتظاهرين يحافظون على سلامة هذا المظهر، لأنهم سلميون ولكن لهم حقوق يطالبون فيها”.
وشهدت الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل قوات الأسد، في الأشهر الأخيرة، توترا بين السكان المدنيين والفصائل العسكرية فيها بسبب إدارة الأنفاق، التي تمر منها السلع إلى الغوطة، وقيام جيش الإسلام باعتقال أعداد من الموطنين، إلى جانب توترات بين الفصائل العسكرية الموجودة في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن غوطة دمشق، عبارة عن مساحة واسعة من البساتين والأراضي الزراعية، تحيط بالعاصمة السورية عبر التاريخ، وشكّلت ضواحيها في العصر الحديث، حيث يتبع قسم من الغوطة لمحافظة دمشق، فيما يتبع القسم الأكبر لمحافظة ريف دمشق، كما تنقسم الغوطة إلى قسمين متصلين، هما الغوطة الغربية والغوطة الشرقية.
ويعيش سكان الغوطة أوضاعًا معيشية صعبة، بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل قوات الأسد، منذ أكثر من عامين، حيث فقد عدد منهم حياته بسبب الجوع، فيما توفي آخرون بسبب موجات البرد، لانعدام وسائل التدفئة والمحروقات.
{gallery}news/2015/8/7/33{/gallery}
المصدر : الأناضول