أخبار سورية

لوفيغارو: نظام الأسد منهك وحلفاؤه يبحثون عن مخرج  

أكدت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن نظام الأسد وصل لدرجة كبيرة من الإنهاك، باعتراف بشار الأسد نفسه في شهر تموز/ يوليو الماضي، حيث أقر أن “الجيش العربي السوري” أصابه التعب، وأن حلفاءه الذين أدركوا ذلك باتوا يبحثون له عن مخرج.  

وأورد التقرير أن قوات الأسد أصبحت عاجزة عن استرجاع المناطق الخارجة عن سيطرتها، ما دفعها إلى تركيز ثقلها في جهة الغرب، حيث تقع دمشق ومحافظة اللاذقية، معقل العلويين، المطلة على البحر الأبيض المتوسط.  

وبحسب ترجمة “عربي21” فإن ما زاد الطين بلة بالنسبة للأسد ، هو المشكلات والانقسامات الداخلية التي تفاقمت في الفترة الأخيرة، حيث قام سليمان هلال الأسد، نجل ابن عم الأسد، بقتل ضابط في الجيش وسط مدينة اللاذقية بدم بارد أمام أسرته، بسبب خلاف متعلق بالمجاوزة على الطريق، ما أدى لاندلاع احتجاجات في هذه المنطقة، مطالبة بإعدام هذا “الولد العاق” كما يسمونه.  

ورغم أن الأسد سعى لتجاوز هذه الأزمة من خلال التعهد بمعاقبة الجاني، فإن ما حدث يؤشر على درجة الاحتقان داخل الطائفة العلوية.  

ومن جهة أخرى، أشار التقرير إلى أن مختلف الفصائل الثورية تحقق تقدمًا ملحوظًا على الميدان، إضافة إلى تمدد تنظيم “الدولة” المسيطر على ثلث البلاد، كما يتواصل تقدم جيش الفتح، الذي نشأ في مطلع السنة الحالية.

وأضاف التقرير أن هذا التحول على الميدان رافقه تطور دبلوماسي؛ حيث ارتكزت الدبلوماسية الأمريكية على الاتفاق النووي الإيراني وتغير موازين القوى بسوريا، لمحاولة إيجاد حل للوضع السوري الذي خلف إلى الآن أكثر من 230 ألف شهيد.  

وأشار التقرير إلى أن الملف السوري كان منذ بداية الشهر محورًا للقاءات دبلوماسية عديدة لمسؤولين أمريكيين وروس وإيرانيين وخليجيين، حيث يسعى باراك أوباما لدفع طهران لتعديل موقفها تجاه نظام الأسد، خاصة بعد الوصول إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.  

وفي السياق ذاته، ذكر التقرير أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يسعى بدوره لإحداث تغيير في الموقف الرسمي الروسي حول الملف السوري، بعد أن سبق ووافقت موسكو في 6 من شهر آب/ أغسطس الحالي على إحداث لجنة تحقيق مستقلة، للتحقيق في استعمال الأسلحة الكيميائية في سوريا، خاصة من قِبَل الأسد.  

وأضاف التقرير أن روسيا دعت التحالف الإقليمي ضد تنظيم الدولة إلى الاجتماع في موسكو في هذا الشهر، بعد لقاء مسؤولين روس أواخر الشهر الماضي للجنرال الإيراني قاسم السليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.  

في المقابل، ذكر التقرير نقلًا عن دبلوماسي فرنسي أن باريس غير متفائلة بحدوث تغيير حقيقي، حيث إن موسكو تدعي منذ ثلاث سنوات أنها لا تدعم بشار الأسد، أما طهران فهي تحرك بيادقها في المنطقة بشكل براغماتي، وتسجّل نجاحات عسكرية ودبلوماسية على أرض الواقع، ما يجعلها غير مضطرة لمراجعة حساباتها.  

وفي الختام، اعتبرت الصحيفة أن تدخل تركيا عسكريًّا في مواجهة تنظيم “الدولة” في شمال سوريا وحده القادر على قلب موازين القوى في المستقبل. 

 وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى