لا تتوقف مداهمات عناصر الجيش اللبناني لمخيمات اللاجئين السوريين في منطقة البقاع، شرق لبنان، التي تحوي أكبر عدد من المخيمات.
ولا تتوقف المواقع الإلكترونية للصحف اليومية عن نشر صورة يومية لعشرات المداهمات والاعتقالات بالمنطقة.
وسبب ذلك، وفق ما يقول مطّلعون، قرار اتخذته قيادة الجيش في فبراير/شباط الماضي بإخلاء كل المخيّمات القائمة على الحدود اللبنانية السورية، لكونها أصبحت “معبراً لتهريب السوريين غير النظاميين من لبنان إلى سوريا وبالعكس”.
الأمر الذي يدفع ثمنه القسم الأكبر من اللاجئين الفقراء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في ما يجري، على حد تعبير ناشطين في المنطقة.
يقول أحد الناشطين في منطقة البقاع إن قيادة الجيش اتخذت قراراً بإخلاء كل المخيمات القائمة على الحدود، ويشير إلى أن المداهمات ازدادت حدة بعد مقتل أحد اللبنانيين في إحدى عمليات التهريب.
ولم تفلح محاولات الجزيرة نت في الاتصال أكثر من مرة بمدير التوجيه في الجيش اللبناني العميد علي قانصو، وهو المخول حصراً بالتصريح في الموضوع، من أجل الوقوف عند رأي قيادة الجيش. و
يوضح الناشط للجزيرة نت أن المخيمات الحدودية المستهدفة في منطقة البقاع تقتصر على ثلاثة، مخيم سوق الأحد ووادي عنجر، وكفر زبد الذي كان يتضمن ثلاثة مخيمات أزيلت كلها بين فبراير/شباط ومارس/آذار من العام الحالي.
كما تعرض الأوّل -الذي يضم حوالي ثلاثين خيمة- إلى مداهمة في فبراير/شباط الماضي من قبل الجيش اللبناني الذي طلب من الأهالي إخلاءه بالمرّة، فرحل منه ذوو حوالي عشر خيم، وبقي سكان حوالي عشرين خيمة.
ويضيف الناشط “أمّا مخيم وادي عنجر، الذي يضم حوالي سبعين خيمة، فقد داهمه الجيش في الفترة عينها مع مخيم سوق الأحد، غير أن صاحب الأرض استطاع عبر التوسط لدى أحد المسؤولين النافذين نيل موافقة على بقاء المخيم، وذلك لأنه يتقاضى ما قيمته عشرة آلاف دولار من اللاجئين المقيمين فيه كبدل إيجار”.
وبرغم ذلك -يضيف- رحل سكان حوالي عشرين خيمة مخافة تكرار المداهمة، وبقي ذوو حوالي خمسين خيمة.
إزالة مخيم بالكامل
الجديد في الأمر، وفق مصدر متابع لما تعرض له مخيم سوق الأحد، أن المخيم تعرض يوم الاثنين ليلاً إلى مداهمة عنيفة من قبل الجيش، حيث جرى تحطيم ثلاث خيم بكاملها، كما تعرضت الحمامات البلاستيكية الموضوعة خارج الخيم وبشكل منفصل عنها إلى أضرار جزئية. وقد جمع الجيش الأهالي بعد انتهاء المداهمة، طالباً منهم مغادرة المخيم صباح الثلاثاء تحت طائلة حرق المخيّم برمته.
ويضيف المصدر للجزيرة نت أن “الأهالي ظنوا أن أوضاعهم ستسوّى كما تمت تسوية أوضاع مخيم وادي عنجر، ليكتشفوا أن الجيش ما زال على قراره، وأن المخيم سيُزال”.
أهالي المخيم، كما يقول المصدر، ينحدرون من منطقة الست زينب الفقيرة في قلب دمشق، وهم بالكاد يتدبرون أمر معيشتهم اليومية في المخيّم، لذا سيتسبب لهم الانتقال بأعباء قد لا تكون لديهم القدرة على احتمالها.
وفي المرج أيضا
غير أن مداهمات الجيش اللبناني لمخيمات اللاجئين في البقاع لا تقتصر على المخيّمات الحدودية فحسب، بل تمتد لتشمل مخيمات أخرى بعيدة نسبياً من الحدود.
إذ يقول أحد الناشطين في منطقة المرج البقاعية إن مخيمات المنطقة تعرضت لحوالي أربع أو خمس مداهمات منذ بداية العام، وتم خلالها اعتقال عشرات المواطنين بحجة عدم وجود أوراق نظامية معهم، ليجري الإفراج عنهم بعد بضعة أيام من اعتقالهم.
ويضيف الناشط أن المداهمات تحصل في العادة فجراً أو قبل غروب الشمس، حيث يضرب عناصر الجيش طوقاً محكماً حول المخيّم، ويطلب من جميع قاطنيه البقاء داخل خيمهم، إلى أن يصل عناصر الجيش إليهم.
فيدخل العناصر المخيم، لتبدأ عملية تفتيش الخيم، خيمة خيمة، حيث يطلب من الشبان إظهار هوياتهم وأوراق إقامتهم النظامية، ومن يتضح أنه مخالف لقوانين الإقامة يجري اعتقاله.
المصدر : الجزيرة