إجراءات جديدة اتخذتها الأطراف المسيطرة على الأرض في سوريا اليوم الثلاثاء 24 آذار، وذلك في إطار التدابير الوقائية من فيروس كورونا، في وقت لم تسجل فيه أي حالة جديدة بالفيروس.
مناطق فصائل المعارضة:
تواصل المنظمات المحلية العمل وفق الإمكانات المتاحة لديها للحد من انتشار فيروس كورونا، ومن تلك المنظمات الدفاع المدني السوري الذي قال إن فرقه استمرت بحملات التعقيم في مناطق مختلفة بشمال غربي سوريا، وتشمل حملات التعقيم الأماكن العامة والمدارس والمساجد والمشافي، وقالت الدفاع المدني إنه طهر 455 موقعاً في الشمال السوري خلال اليومين الماضيين.
وأصدرت مديرية صحة إدلب، أمس الاثنين، تعميمًا لجميع المراكز الصحية في إدلب حول الإجراءات الواجب اتباعها، نتيجة ارتفاع وتيرة الخطر الناتجة عن انتشار فيروس كورونا في المنطقة.
وشدد بيان الصحة على ضرورة رفع الاستعدادات إلى أقصى حد ممكن ضمن المنشآت الطبية، وعلى ضرورة تدريب كافة الكوادر الطبية على طرق الحماية الشخصية، وتزويد الكوادر بوسائل الوقاية اللازمة، والتطهير اليومي للمركز الصحي.
ووضعت الصحة خيمتين أمام المنشأة الطبية، واحدة للفرز العام، وواحدة لمتابعة الحالات التي يظهر عليها أعراض حرارة وسعال جاف وأعراض تنفسية، حيث يتم عزل من تظهر عليه أعراض كورونا في خيمة أخرى.
لكن تعاطي السكان مع قضية الكورونا لا تزال دون المستوى المطلوب، لاسيما مع اكتظاظ الأسواق في بعض المناطق بإدلب وعدم مبالاة الأهالي بالتحذيرات من التجمعات.
المجلس المحلي في مدينة عفرين بريف حلب أصدر مجموعة من القرارات في إطار الوقاية من فيروس كورونا.
وقال المجلس في بيان إنه وحفاظاً على سلامة الأهالي سيتم توفير الخدمات الأساسية والطارئة للمواطنين في منطقة عفرين من أجل منع الازدحام في المباني الرسمية، كما دعا المجلس كافة المطاعم ومحلات المعجنات والوجبات السريعة لعدم تقديم الطعام ضمن المطعم، كما طالب المجلس الباعة بحفظ الأطعمة واللحوم والحلويات في ثلاجات حفظ الأغذية لحمايتها من الجراثيم والفيروسات.
كما قرر المجلس المحلي في عفرين فرض حظر التجول على من يتجاوز عمره 65 عاماً.
مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية:
يمكن وصف الإجراءات التي تتخذها الإدارة الذاتية بأنها الأفضل حتى الآن في سوريا مقارنة مع الإجراءات بمناطق المعارضة والنظام، وخاصة قرار حظر التجول، لكن تبقى المشكلة في التطبيق.
مراسل وطن إف إم قال إن مدينة الرقة تشهد حظر تجول متفاوت بعد قرار الإدارة الذاتية مؤخراً بفرض حظر تجول كامل في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا.
وأشار المراسل إلى أن الحظر في مدينة الرقة كان على المحلات دون الأهالي، مشيرا إلى أن حركة السكان لا تزال في الشوارع اعتيادية دون أي تدقيق أو إجراءات من قبل الإدارة الذاتية، ولفت إلى أن دوريات الأسايش تؤكد على كافة أصحاب المحلات فرض غرامة في حال مخالفة حظر التجوال الذي أعلنته الإدارة الذاتية في الرقة.
مصادر محلية قالت لوطن إف إم إن قوات “قسد” أغلقت معبر الشحيل المقابل لبلدة بقرص الواقعة تحت قوات الأسد شرقي دير الزور، وذلك في إطار الوقاية من كورونا بعد تسجيل إصابة مؤكدة بمناطق سيطرة قوات الأسد قبل أيام.
وكانت قوات الأسد اتخذت أمس الاثنين خطوة مماثلة وأغلقت معبراً واصلاً مع مناطق سيطرة “قسد” شرقي الرقة.
من جانبها.. حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن مئات آلاف الأشخاص في شمال شرق سوريا يواجهون مخاطر متزايدة بالإصابة بفيروس كورونا المستجد بسبب انقطاع إمدادات المياه.
ومنذ عدة أيام أوقفت محطة مياه العلوك لإمدادات المياه في رأس العين الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني السوري ضخ المياه الى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات “قسد”، حسبما ذكر مسؤولو الإدارة الذاتية.
وتؤمن محطة “علوك” المياه لحوالى 460 ألف نسمة بينهم سكان مدينة الحسكة ومخيم الهول للنازحين حيث يقيم الآلاف من عائلات تنظيم داعش.
وقالت فران ايكيثا ممثلة اليونسيف في سوريا في بيان “إن انقطاع إمدادات المياه خلال الجهود الحالية للحد من انتشار مرض فيروس كورونا يعرض الأطفال والأسر لخطر غير مقبول”، مضيفة أن “استخدام مرافق المياه والمياه لتحقيق مكاسب عسكرية أو سياسية أمر غير مقبول – فالأطفال هم أول من يعاني من هذا الأمر”.
وقال الجنرال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديموقراطية إن “خطر انتشار الفيروس لدينا وارد جداً. لهذا قامت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا باتخاذ عدة إجراءات مهمة من أجل مكافحة انتشار هذا الفيروس”، داعيا السكان الى عزل أنفسهم في المنازل.
مناطق سيطرة قوات الأسد:
أعلنت حكومة الأسد اتخاذ إجراءات جديدة كان أبرزها منع التجوال في مناطق سيطرة نظام الأسد من الساعة السادسة مساء وحتى الساعة السادسة صباحاً اعتباراً من يوم غد الأربعاء الموافق 25-3-2020 .
كما أعلن نظام الأسد تخصيص وحدة سكنية في المدينة الجامعية بدمشق لاستخدامها في الحجر الصحي على المشتبهين بإصابتهم بفيروس كورونا.
وذكرت وكالة “سانا” الناطقة باسم نظام الأسد أنه بناء على تعليمات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بحكومة الأسد تم تخصيص وحدات لحالات الطوارئ ضمن المدن السكنية الجامعية وتم إخلاء الوحدة 20 وتنظيفها وتعقيمها وتزويدها بالفرش اللازم وتأمين الطالبات المقيمات فيها وعددهن 400 طالبة ضمن الوحدات الأخرى.
وأثارت إجراءات نظام الأسد الأخيرة في التعقيم سخرية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما أن نظام الأسد يعقم مناطق مليئة بالأوساخ، فضلاً عن أنه حجر على المشتبهين بفيروس كورونا في أماكن لا تصلح للحجر سواء من حيث النظافة أو من حيث السكن.
وكالة “أسوشيتد برس” قالت إن السوريين بمناطق النظام اندفعوا لتخزين المواد الغذائية والوقود، وسط مخاوف من لجوء النظام إلى إجراءات أكثر صرامة بعد الإبلاغ عن أول إصابة بفيروس “كورونا”.
وأضافت الوكالة أن نظام الرعاية الصحية في سوريا مُدمّر، بعد ما يقرب من عقدٍ من الحرب، مضيفة أن انتشار الوباء العالمي في سوريا ومناطق أخرى يثير مخاوف من انتشاره في بعض أكثر المناطق ضعفاً في الشرق الأوسط.