صدمة كبيرة ما يزال يعيشها تلاميذ جرحى وعائلات زملاء لهم قتلوا جراء القصف الروسي الذي استهدف تجمعاً لـ3 مدارس في بلدة عنجارة بريف حلب قبل 3 أيام، ما أسفر عن مقتل 8 تلاميذ وجرح عشرات آخرين.
وعلى الرغم من مرور عدة أيام على الحادثة ما يزال الحزن والخوف يسودان لدى أهالي البلدة، فيما تنشغل عائلات التلاميذ المصابين بمداواة جراح أبنائهم، أما المدراس المستهدفة فقد باتت خاوية بعد الدمار الذي لحق بها جراء القصف، ولم يبق فيها سوى بقايا دفاتر وأوراق لتلاميذ كانوا يستعدون للبدء بامتحاناتهم، قبل أن توقف الصواريخ الروسية استعداداتهم تلك.
ويروي “أحمد طيبة” الذي قتل أحد أبنائه وأصيب ابنه الآخر في القصف الروسي، تفاصيل ما بعد الحادثة حيث قال “بعد أن سمعنا دوي الانفجار الناتج عن القصف ووصول أنباء عن أن الأخير استهدف تجمع المدارس في البلدة ذهبت مباشرة إلى مدرسة أبنائي حيث رأينا جثث الأطفال منتشرة في المدرسة، وبعدها أخبروني باستشهاد ابني”.
وأضاف لوكالة الاناضول التركية “لا أستطيع وصف حجم الصدمة التي شعرت بها جراء هذا النبأ وزاد من حجم تلك الصدمة إبلاغي بإصابة ابني الآخر، ولا أقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل”.
بدوره، شرح “عبد القادر حسن” الذي فقد ابنته وجرح ابنه في الحادثة نفسها، كيف أنه هرع كالمجنون إلى المدرسة فوجد ابنته قد قتلت وأصيب ابنه أحمد الذي روى بدوره لحظات ما قبل الحادثة فقال “كنا في الصف صباح الإثنين الماضي، عندما نزلت علينا الصواريخ، وحدث دمار وخراب ولم نعد نرى شيئا، وكان الجميع يصرخون ويبكون، وكنا ننتظر أن نرى معلمتنا لكي ترشدنا إلى ما علينا فعله كعادتها، إلا أنها فارقت الحياة بعد أن سقط عليها الجدار”.
من جانبه أوضح “ياسر علي” مدير مدرسة “عنجارة الغربية”، إحدى المدارس المتضررة بالقصف، أن القصف تصادف مع بدء اختبار للغة الفرنسية لدى بعض الطلاب، وخلال توزيع أوراق الأسئلة تم سماع دوي انفجار قوي في سوق البلدة ناتج عن قصف استهدفه، فترك الطلاب والكادر التدريسي الأوراق على المقاعد الدراسية وعمل الأساتذة والكادر الإداري على إخراج الطلاب بشكل منظم.
وأضاف في تصريحه ، أنه وبعد إخراج معظم الطلاب من المدرسة استهدفت ضربة روسية أخرى المدرسة ما أدى إلى تدمير ثلاث صفوف فيها ومقتل وجرح عدد من التلاميذ.
من جانبه، اتهم “أحمد زكور” معاون مدير المدرسة(عنجارة الغربية)، روسيا بـ”ممارسة القصف الممنهج للمدنيين”، مؤكداً أنه “مهما أصر النظام السوري وروسيا على قتل الأطفال والمدنيين، فإن الشعب السوري مصر أيضاً على استمرار الحياة والمداومة على طلب العلم”، حسب تعبيره.
واستهدفت الطائرات الروسية منذ تدخلها المباشر في سوريا للقتال إلى جانب قوات الأسد ، قبل أكثر من 3 أشهر، العديد من المدارس في مناطق سيطرة المعارضة ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات التلاميذ والطلاب فيها.
المصدر : الاناضول