قالت لوس أنجلوس تايمز إنه من المدهش في القرن الـ21 -وبعد كل ما عانته البشرية في الحربين العالميتين الأولى والثانية وفي رواندا والبوسنة والهرسك وغيرها- أن يسمح العالم باحتجاز مدنيين رهائن وتعريضهم للقتل والتعذيب والاغتصاب من دون أن يثير ذلك غضب الناس العاديين حول العالم.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها التي نشرتها قبيل التوصل لقرارات ميونيخ بشأن سوريا فجر اليوم إلى أن لجنة الأمم المتحدة المختصة توصلت هذا الأسبوع إلى أن حكومة الأسد ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بما في ذلك القتل والاغتصاب والتعذيب والسجن والإخفاء، بالإضافة إلى الإبادة وأعمال غير إنسانية أخرى.
وتساءلت: هل من يسمع؟ وأضافت أين الغضب من صور المدنيين السوريين الجوعى المحاصرين بمضايا؟
وأين الغضب من كيلو الأرز الذي يباع بـ150 دولارا، وحصار حلب وقصفها هذا الأسبوع من قبل القوات الموالية للنظام بهدف حصار مئات الآلاف من المدنيين داخلها وقطع إمدادات الطعام عنهم، وحشود اللاجئين السوريين الذين يلوذون بحدود تركيا للهروب من المخاطر التي يشكلها النظام ومعارضوه؟
وتقول الصحيفة إنه رغم الخراب والدمار الذي تشهده سوريا فإن العالم لم يتحرك، فالأوروبيون يختلفون بشأن عدد اللاجئين الذين يجب استيعابهم والولايات المتحدة تتأرجح بين المشاركة بقوة أو لا في صراعها الرابع بالمنطقة بعد أحداث 11 سبتمبر، لكن روسيا وحدها التي تتمتع بالإصرار واليقين بما تفعله من خلال الغارات التي تهدف إلى استمرار النظام الوحشي لـ بشار الأسد، ويبدو أنها نجحت في تحويل وجهة الحرب.
وأكدت لوس أنجلوس تايمز أن بشار الأسد “طاغية مجرم” تسبب في حرب أهلية مدمرة ردا على احتجاجات سلمية ضد نظامه، وأن العالم سيكون أفضل لو غادر منصبه غدا “لكن يبدو أن هناك إجماعا يتزايد على أن الأولوية الملحة الآن يجب ألا تكون مستقبل بشار الأسد، بل العثور على وسيلة لوقف إطلاق النار تنهي القتل والتدمير، وتقود في نهاية الأمر إلى سلام دائم”.
وشككت الصحيفة في فرص السلام بسوريا، ورغم ذلك قالت إنه لا يوجد خيار غير السعي من أجله، ودعت إلى وقف القصف واستخدام القنابل العنقودية، وإلى وتوصيل الطعام والأدوية للسوريين المحاصرين من قبل النظام أو تنظيم الدولة الإسلامية أو المجموعات الأخرى، وإجلاء الجرحى من المناطق التي يصعب الوصول إليها والسماح لمنظمات العون بالوصول إلى المحتاجين من دون عائق.
المصدر : لوس أنجلوس تايمز