أكدت وسائل إعلام عدة إنشاء روسيا لقاعدة عسكرية جديدة لها في بادية سوريا، موسعة بذلك وجودها العسكري في سوريا، والذي اقتصر منذ نهاية العام 2015 على قاعدتين عسكريتين في حميميم بريف اللاذقية، وطرطوس.
موقع “ديبكا” الاستخباراتي الإسرائيلي أشار إلى أن روسيا شرعت في بناء قاعدتها الجديدة في بلدة رأس الوعر جنوب شرقي سوريا، والمحاذية للحدود العراقية، مشيراً أن القاعدة ستتيح لروسيا السيطرة على منطقة جنوبي شرقي سوريا المضطربة وعلى حدودها، التي تتسابق إليها القوات المدعومة أميركياً وتلك المدعومة إيرانياً.
ونقلت “مجلة العصر” عن الصحيفة أن القوات الروسية ستكون أقرب من أي وقت مضى من الحدود الإسرائيلية، حيث لا يفصلها سوى 85 كيلومتر عن هضبة الجولان المحتلة.
وفي ذات السياق، ذكر موقع “بالميرا نيوز” المختص بتوثيق الأحداث بمدينة تدمر والبادية السورية، أن القاعدة العسكرية الروسية الجديدة تقع في منطقة يطلق عليها اسم “جبل الغراب”، وتبعد عن مدينة تدمر حوالي 95 كيلومتر، وأنها تبعد عن القاعدة الأمريكية الموجودة في “خربة الزكف” (القريبة من الحدود الأردنية السورية) 70 كيلومتر إلى الشمال الغربي منها.
وتقع منطقة “جبل الغراب” بالقرب من طريق عام دمشق-بغداد الدولي، وتبعد عن القاعدة الأمريكية الأخرى في البادية في منطقة “التنف” قرب الحدود الأردنية-العراقية-السورية، بمسافة حوالي 65 كيلومتر إلى أقصى الشمال الغربي منها، كما تبعد عن منطقة “الوعر” الحدودية، والتي تمركزت فيها قوات وميليشيات إيرانية وعراقية مؤخراً، حوالي 300 كيلومتر إلى أقصى الغرب منها.
وأشار الموقع إلى أن روسيا لم تجهز القاعدة العسكرية بالكامل حتى الآن، بل اقتصر العمل فيها على تحصينها من خلال بناء سواتر ترابية وإسمنتية في محيطها، إضافة لوضع تجهيزات اتصالات ومراقبة، كما تحتوي أيضاً على مدرعات وآليات ومدافع ثقيلة وراجمات صواريخ. وأضاف أنه يوجد في القاعدة حالياً خبراء روس وإيرانيين، إضافة لعناصر تابعة للميليشيات الإيرانية والعراقية.
ومن شأن إنشاء هذه القاعدة العسكرية أن يزيد التوتر في منطقة البادية التي تشهد مواجهات عنيفة بين قوات الثوار، وقوات الأسد بدعم كبير من الميليشيات الأجنبية التي تدعمها إيران، كما أنها ستمنح روسيا سرعة في التحرك بمنطقة البادية المتصلة بالحدود العراقية والأردنية مع سوريا.
وحتى اليوم الإثنين 26 يونيو/ حزيران 2017 لم تعلن روسيا بعد عن تأسيس تلك القاعدة، كما لم يصدر أي تعقيب من أمريكا على القاعدة التي لا تبعد كثيراً عن قواتها الموجودة في جنوب سوريا.
وطن اف ام