شنّ الجيش اللبناني عملية مداهمة مباغتة أمس استهدفت مخيمات النازحين السوريين في جرود عرسال، بحجة احتوائها على عناصر إرهابية.
وقد تداول ناشطون وكذلك الصحفي الموالي لنظام الأسد حسين مرتضى صوراً تشير إلى التنكيل الذي قام به عناصر الجيش اللبناني بحق اللاجئين السوريين في تلك المخيمات.
كما تحدث شهود عيان عن موت طفلة عمرها سنتين ونصف، وقيام الجيش اللبناني بإطلاق الرصاص العشوائي مما أدى لإصابة عشرة أشخاص بينهم نساء، حيث تم اعتقال 178 شخصاً، بينما قال الجيش اللبناني في بيان إنه اعتقل 150 شخصاً فقط.
وجاء في البيان الصادر عن قيادة الجيش– مديرية التوجيه الذي نشرته أمس: “فجر اليوم وأثناء قيام قوّة من الجيش بتفتيش مخيم النَّور العائد للنازحين السوريين في بلدة عرسال، أقدم انتحاري على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف أمام إحدى الدوريات المداهمة ما أدّى إلى مقتله وإصابة ثلاثة عسكريين بجروح غير خطرة. وفي وقت لاحق أقدم ثلاثة انتحاريين آخرين على تفجير أنفسهم من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، كما فجّر الإرهابيون عبوة ناسفة، فيما ضبطت قوى الجيش أربع عبوات ناسفة معدّة للتفجير، عمل الخبير العسكري على تفجيرها فوراً في أمكنتها”.
فيما نشر مجموعة من أهالي القصير في عرسال معروضاً أمس قالوا فيه إن مداهمة الجيش اللبناني أدت لمقتل 18 سورياً واعتقال 400 آخرين، بتهمة الإرهاب.
وطالب المعروض بحماية دولية للسوريين في عرسال تحت إشراف الأمم المتحدة لأن جميع من في عرسال من السوريين هم مدنيون. أو تأمين منطقة آمنة على الحدود السورية لا يتدخل فيها نظام الأسد وتشرف عليها الأمم المتحدة.
كما طالب المعروض بتأمين معبر آمن لمن يرغب من المدنيين السوريين بعرسال للتوجه إلى جرابلس أو إدلب لتخفيف العبء عن عرسال.
وقال الموقعون على المعروض إنهم يحترمون العلم اللبناني والسيادة اللبنانية وقد لجأوا للبنان نأياً عن الخوض بالحرب في سوريا وطالبوا الحكومة اللبنانية بعدم تكرار مثل هذه المداهمات.
من جهته أصدر المجلس الإسلامي السوري بياناً استنكر فيه “تجاوزات الجيش اللبناني وحزب الله الإرهابي على مخيمات النازحين السوريين في لبنان”.
وقال البيان إن هجوم الجيش اللبناني على مخيمات عرسال “أسفر عن قتلى وجرحى ومعتقلين وتدمير وتخريب لممتلكات اللاجئين وترويع للنساء والأطفال والعجائز، تحت ذرائع واهية وحجج داحضة”
وذكّر المجلس الإسلامي السوري “الإخوة اللبنانيين بتعامل السوريين معهم عندما اضطروا للجوء إلى سوريا في حرب تموز 2006م، فقد فُتحت لهم الأبواب وقاسمهم السوريون اللقمة والمسكن، وكان حرياً بالجيش اللبناني أن يمنع حزب الله من التوغل في الأراضي السورية والتغول على السوريين، في اعتداء سافر يمثل حقيقة استحواذ إيران على لبنان، فبدلاً من الاستقواء على المدنيين العزل كان عليهم استكمال السيادة المنقوصة وكف يد الظالم الباغي الذي يصول ويجول تحت سمعهم وبصرهم”.
وطالب المجلس في بيانه “من الشرفاء والأوفياء ومن الأصوات الحرة (في لبنان) ما يفضح هذه التصرفات ويوقف هذه التجاوزات”.
الجدير بالذكر أن المداهمات تركزت في مخيمين أساسيين هما مخيم القارية الذي يقع في وادي الحصن شرق عرسال باتجاه سوريا. وهو أول المواقع التي خسرها الجيش اللبناني في اشتباكات عرسال، في العام 2014. ومعظم قاطني هذا المخيم، هم من بلدة قارة السورية في القلمون الغربي.
أما مخيم النَّور فيقع على طريق الجمالة ومنطقة الجفر، وأنشأه الشيخ مصطفى الحجيري الملقب بأبو طاقية. ويضم مجموعة من النازحين الفقراء.
وضيَّقت السلطات اللبنانية الخناق على اللاجئين السوريين وذلك من خلال شنِّ حملات اعتقالات يومية بحقهم ومداهمات لمخيماتهم بحجة عدم حيازتهم لأوراق ثبوتية واتهمت بعضهم بالانتماء للنصرة و”تنظيم الدولة”.
وطن اف ام